فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{ثُمَّ يَأۡتِي مِنۢ بَعۡدِ ذَٰلِكَ سَبۡعٞ شِدَادٞ يَأۡكُلۡنَ مَا قَدَّمۡتُمۡ لَهُنَّ إِلَّا قَلِيلٗا مِّمَّا تُحۡصِنُونَ} (48)

{ ثُمَّ يَأْتِي مِن بَعْدِ ذلك } أي : من بعد السبع السنين المخصبة { سَبْعٌ شِدَادٌ } أي : سبع سنين مجدبة يصعب أمرها على الناس { يَأْكُلْنَ مَا قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ } من تلك الحبوب المتروكة في سنابلها ، وإسناد الأكل إلى السنين مجاز ، والمعنى : يأكل الناس فيهنّ ، أو يأكل أهلهنّ ما قدمتم لهنّ : أي : ما ادخرتم لأجلهنّ ، فهو من باب : نهاره صائم ، ومنه قول الشاعر :

نهارك يا مغرور سهو وغفلة *** وليلك نوم والردى لك لازم

{ إِلاَّ قَلِيلاً مّمَّا تُحْصِنُونَ } أي : مما تحبسون من الحب لتزرعوا به ، لأن في استبقاء البذر تحصين الأقوات . وقال أبو عبيدة : معنى { تحصنون } : تحرزون . وقيل : تدّخرون ، والمعنى واحد .

/خ49