الآية : 108 وقوله تعالى : { أولئك الذين طبع الله على قلوبهم وسمعهم وأبصارهم } ، الطبع هو التغطية ؛ تغطي ظلمة الكفر نور القلب والسمع ونور البصر ؛ كأن لكل أحد نورين وبَصَرَين : ظاهر وباطن ، يُبصِر بها جميعا فإذا ذهب أحدهما ، أو عمي ، صار لا يبصر كمن يبصر ببصر الظاهر ، إنما يبصر بنور بصره وبنور الهواء : فإذا دخل في أحدهما آفة ذهب الانتفاع ، وصار لا يبصر شيئا . فعلى ذلك . للقلب بصر خفي ، وبصر ظاهر : الذي هو معروف . فإنما يبصر بهما . فإذا غطت ظلمة الكفر بصر القلب صار لا يبصر شيئا .
ألا ترى أنه قال : { فإنها لا تعمى الأبصار و لكن تعمى القلوب التي في الصدور } ( الحج : 46 ) ، أخبر أن الأبصار الظاهرة لم تعم ، ولكن عميت : { القلوب التي في الصدور } ؟ هذا يدل على ما ذكرنا ، والله أعلم ، معنى طبع السمع والبصر .
وقوله تعالى : { وأولئك هم الغافلون } ، يحتمل : غافلين{[10539]} عن النظر في آياته وحججه ، ويحتمل : غافلين{[10540]}عما يحل بهم بكفرهم وتكذيبهم آيات الله وحججه .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.