قوله : { واصبر نَفْسَكَ } أي : احبسها وثبتها قال أبو ذؤيب : [ الكامل ]
3507ب- فَصَبرْتُ نَفْساً عِنْدَ ذلِكَ حُرَّة *** تَرْسُو إذَا نَفْسُ الجَبانِ تَطلَّعُ{[20987]}
وقوله : " بالغَداةِ " تقدَّم الكلام عليها في الأنعام{[20988]} .
نزلت في عيينة بن حصن الفزاريِّ ، أتى النَّبي صلى الله عليه وسلم قبل أن يسلم ، وعنده جماعةٌ من الفقراءِ فيهم سلمان ، وعليه شملةٌ قد عرق فيها ، وبيده خوصةٌ يشقها ، ثم ينسجها ؛ فقال عيينة للنبي صلى الله عليه وسلم : أما يؤذيكَ ريحُ هؤلاء ؟ ونحن سادات مضر وأشرافها فإن أسلمنا ، أسلم الناس ، وما يمنعنا من اتِّباعِكَ إلاَّ هؤلاء ، حتى نتبعك ، واجعل لنا مجلساً ، ولهم مجلساً ، فأنزل الله تعالى : { واصبر نَفْسَكَ } ، أي : احبسْ يا محمد نفسك { مَعَ الذين يَدْعُونَ رَبَّهُم بالغداة والعشي } طرفي النَّهار ، { يُرِيدُونَ وَجْهَهُ } أي : يريدون الله ، لا يريدون به عرضاً من الدنيا .
وقال قتادة : نزلت في أصحاب الصُّفة ، وكانوا سبعمائة رجلٍ فقراء في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يرجعون إلى تجارة ، ولا إلى زرع ، يصلُّون صلاة ، وينتظرون أخرى ، فلما نزلت هذه الآية ، قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم : " الحمد لله الذي جعل في أمَّتي من أمرتُ أن أصبر نفسي معهم " . وهذه القصة منقطعة عما قبلها ، وكلامٌ مفيدٌ مستقلٌّ ، وتقدم نظير هذه الآية في سورة الأنعام ، وهو قوله تعالى : { وَلاَ تَطْرُدِ الذين يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بالغداة والعشي } [ الأنعام : 52 ] ففي تلك الآية نهى الرسول - عليه السلام - عن طردهم ، وفي هذه الآية أمرهُ بمجالستهم والمصابرة معهم .
قرأ ابن عامر بالغداة والعشيّ ، بضمِّ الغين ، والباقون بالغَداة ، وهما لغتان ، فقيل : المراد كونهم مواظبين على هذا العمل في كلِّ الأوقاتِ كقول القائل{[20989]} : ليس لفلانٍ عمل بالغداة والعشيِّ إلاَّ شتم الناس ، وقيل : المراد صلاة الفجر والعصر .
وقيل : المراد الغداة هي الوقت الذي ينتقل الإنسان فيه من النَّوم إلى اليقظة ، ومن اليقظة إلى النَّوم .
قوله : { وَلاَ تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ } فيه وجهان :
أحدهما : أن مفعوله محذوف ، تقديره : ولا تعد عيناك النظر .
والثاني : أنه ضمِّن معنى ما يتعدَّى ب " عَنْ " قال الزمخشريُّ : " يقال : عدَّاه ، أي : جاوزه فإنما عدِّي ب " عَنْ " لتضمين " عَدا " معنى نبا وعلا في قولك : نَبتْ عنه عينه ، وعلتْ عنه عينه ، إذا اقتحمته ، ولم تعلق به ، فإن قيل : أي غرضٍ في هذا التضمين ؟ وهلاَّ قيل : ولا تعدهم عيناك ، أو : ولا تعل عيناك عنهم ؟ فالجواب : الغرض منه إعطاءُ مجموع معنيين ، وذلك أقوى من إعطاء معنى [ فذٍّ ] ألا ترى كيف رجع المعنى إلى قولك : ولا تقتحمهم عيناك متجاوزتين إلى غيرهم ، ونحوه
{ وَلاَ تأكلوا أَمْوَالَهُمْ إلى أَمْوَالِكُمْ } [ النساء : 2 ] ، أي : لا تضمُّوها إليها آكلين لها " .
وردَّه أبو حيان : بأنَّ مذهب البصريين أن التضمين لا ينقاس ، وإنما يصار إليه عند الضرورة ، فإذا أمكن الخروج عنه ، فلا يصار إليه .
وقرأ{[20990]} الحسن " ولا تُعدِ عَينَيْكَ " من أعدى رباعيًّا ، وقرأ هو ، وعيسى ، والأعمش " ولا تُعدِّ " بالتشديد ، من عدَّى يعدِّي مضعفاً ، عدَّاه في الأولى بالهمزة ، وفي الثانية بالتثقيل ؛ كقول النابغة : [ البسيط ]
فَعدِّ عَمَّا تَرَى إذْ لا ارتِجاعَ لهُ *** وانْمِ القُتودَ على عَيْرانةٍ أجُدِ{[20991]}
كذا قال الزمخشري ، وأبو الفضل ، وردَّ عليهما أبو حيان : بأنه لو كان تعدِّيه في هاتين القراءتين بالهمزة ، أو التضعيف ، لتعدَّى لاثنين ؛ لأنه قبل ذلك متعد لواحد بنفسه ، وقد أقرَّ الزمخشري بذلك ؛ حيث قال : " يقال : عداهُ إذا جاوزه ، وإنَّما عدِّي ب " عن " لتضمنه معنى علا ، ونبا " فحينئذٍ يكون " أفْعلَ " و " فعَّل " ممَّا وافقا المجرَّد وهو اعتراضٌ حسنٌ .
يقال : عدَّاه ، إذا جاوزه ، ومنه قولهم : عدا طورهُ ، وجاءني القومُ عدا زيداً ؛ لأنَّها تفيد المباعدة ، فكأنَّه تعالى نهى نبيَّه عن مباعدتهم ، والمعنى : لا تزدري فقراء المؤمنين ، ولا تثني عينيك عنهم ؛ لأجل مجالسة الأغنياء .
ثم قال : " تُريدُ " جملة حالية ، ويجوز أن يكون فاعل " تريدُ " المخاطب ، أي : تريد أنت ، ويجوز أن يكون ضمير العينين ، وإنما وحِّد ؛ لأنهما متلازمان يجوز أن يخبرَ عنهما خبر الواحد ، ومنه قول امرئ القيس : [ الهزج ]
لِمَنْ زُحلوفَةٌ زُلُّ *** بِهَا العَيْنانِ تَنهَلُّ{[20992]}
وكَأنَّ في العَيْنينِ حبَّ قَرنْفُلٍ *** أو سُنْبُلاً كُحلَتْ بِهِ فانهَلَّتِ{[20993]}
وفيه غير ذلك ، ونسبة الإرادة إلى العينين مجازٌ ، وقال الزمخشري : " الجملة في موضع الحال " قال أبو حيان : " وصاحبُ الحال ، إن قدِّر " عَيْناكَ " فكان يكون التركيبُ : يريدان " . قال شهاب الدين : غفل عن القاعدة المتقدِّمة : من أنَّ الشيئين المتلازمين يجوز أن يخبر عنهما إخبار الواحد ، ثم قال : " وإن قدَّر الكاف ، فمجيءُ الحال من المجرورِ بالإضافة نحو هذا فيه إشكالٌ ؛ لاختلاف العامل في الحال ، وذي الحال ، وقد أجاز ذلك بعضهم ، إذا كان المضاف جزءاً أو كالجزءِ ، وحسَّن ذلك أنَّ المقصود هو نهيه - عليه الصلاة والسلام - وإنما جيء بقوله " عَيْناكَ " والمقصود هو ؛ لأنَّهما بهما تكونُ المراعاة للشخص والتلفُّتُ له " .
قال شهاب الدين : وقد ظهر لي وجهٌ حسنٌ ، لم أر غيري ذكره : وهو أن يكون " تَعْدُ " مسنداً لضمير المخاطب صلى الله عليه وسلم ، و " عَيْناكَ " بدل من الضمير ، بدل بعض من كل ، و " تُرِيدُ " على وجهيها من كونها حالاً من " عَيْناكَ " أو من الضمير في " تَعْدُ " إلا أن في جعلها حالاً من الضمير في " ولا تعدُ " ضعفاً ؛ من حيث إنَّ مراعاة المبدل منه بعد ذكر البدل قليلٌ جدًّا ، تقول : " الجاريةُ حسنها فاتنٌ " ولا يجوز " فَاتِنةٌ " إلاَّ قليلاً ، كقوله :
3511أ- فَكَأنَّهُ لَهِقُ السَّراة كأنَّهُ *** مَا حَاجِبَيْهِ مُعيَّنٌ بِسوَادِ{[20994]}
فقال : " مُعيَّنٌ " مراعاة للهاء في " كَأنَّه " وكان الفصيحُ أن يقول : " مُعيَّنانِ " مراعاة لحاجبيه الذي هو البدل .
{ تُرِيدُ زِينَةَ الحياة الدنيا } ، أي : تطلب مجالسة الأغنياء ، والأشراف ، وصحبة أهل الدنيا ، ولما جاء أمره بمجالسة الفقراء من المسلمين ، نهاه عن الالتفات إلى قول الأغنياء والمتكبرين ، فقال : { وَلاَ تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا } يعني عيينة بن حصين{[20995]} ، وقيل : أميَّة بن خلف ، { واتبع هَوَاهُ } في طلب الشَّهوات { وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً } قال قتادة ومجاهد : ضياعاً{[20996]} .
وقيل : ندماً ، وقال مقاتلٌ : سرفاً .
وقال الأخفش : مجاوزاً للحدِّ .
قوله : " أغْفَلنَا قَلبَهُ " العامة على إسناد الفعل ل " نا " و " قلبهُ " مفعول به .
وقرأ عمرو{[20997]} بن عبيد ، وعمرو بن فائد ، وموسى الأسواري بفتح اللام ، ورفع " قَلبهُ " أسندوا الإغفال إلى القلب ، وفيه أوجهٌ ، قال ابن جنِّي : من ظنَّنا غافلين عنه . وقال الزمخشريُّ : " من حَسِبنَا قلبُه غافلينَ ، من أغفلته ، إذا وجدته غافلاً " . وقال أبو البقاء{[20998]} : فيه وجهان :
أحدهما : وجدنا قلبه معرضين عنه .
والثاني : أهمل أمرنا عن تذكُّرنا .
قوله : " فرطاً " يحتمل أن يكون وصفاً على " فعل " كقولهم : " فَرسٌ فرط " ، أي : متقدِّمٌ على الخيل ، وكذلك هذا ، أي : متقدِّماً للحقِّ ، وأن يكون مصدراً بمعنى التفريط ، أو الإفراط ، قال ابن عطيَّة : الفرط : يحتمل أن يكون بمعنى التفريط والتَّضييع ، أي : أمرهُ الذي يجب أن يلزم ، ويحتمل أن يكون بمعنى الإفراط والإسراف .
قال الليث : الفرط : الأمرُ الذي يفرط فيه ، يقال : كلُّ أمر فلانٍ فرطٌ ، وأنشد : [ الهزج ]
3511ب- لَقدْ كَلَّفْتنِي شَطَطَا *** وأمْراً خائباً فُرُطا{[20999]}
دلَّت هذه الآية على أَنّه تعالى هو الذي يخلق الجهل والغفلة في قلوب الجهَّال .
قالت المعتزلة{[21000]} : المراد بقوله : { أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا } : وجدنا قلبه غافلاً ، وليس المراد منه : خلق الغفلة .
ويدلُّ عليه ما روي عن عمرو بن معدي كرب الزبيديِّ أنَّه قال لبني سليم : " قَاتَلنَاكُمْ فَما أجَبْنَاكُمْ ، وسَألناكُمْ فَما أبْخَلْناكُمْ ، وهَجرْنَاكُمْ فمَا أفْحَمناكُمْ " أي ما وجدناكم جبناء ، ولا بخلاء ، ولا مفحمين .
وحمل اللفظ على هذا المعنى أولى ؛ لوجوه :
الأول : لو كان كذلك ، لما استحقُّوا الذمَّ .
الثاني : أنه قال بعد هذه الآية { فَمَن شَآءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَآءَ فَلْيَكْفُرْ } ولو كان تعالى خلق الغفلة في قلبه ، لما صحَّ ذلك .
الثالث : أنه لو خلق الغفلة في قلبه ، لوجب أن يقال : ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا ، فاتبع هواهُ ؛ لأن على هذا التقدير : يكون ذلك من أفعالِ المطاوعة ، وهي إنما تعطف بالفاءِ ، لا بالواو ، يقال : كسرتهُ ، فانكسر ، ودفعته فاندفع ، ولا يقال : وانكسر ، واندفع .
الرابع : قوله : { واتبع هَوَاهُ } فلو أغفل قلبهم في الحقيقة ، لم يجز أن يضاف ذلك إلى { واتبع هَوَاهُ } .
الأول : أن الاشتراك خلاف الأصل ، فوجب أن يكون حقيقة في أحدهما مجازاً في الآخر ، وجعله حقيقة في التكوين ، مجازاً في الوجدان أولى من العكس ؛ لوجوه :
أحدها : مجيءُ بناءِ الأفعال بمعنى التَّكوين أكثر من مجيئه بمعنى الوجدان ، والكثرة دليلٌ على الرُّجحان .
وثانيها : أن مبادرة الفهم من هذا البناءِ إلى التَّكوين أكثر من مبادرته إلى الوجدان ، ومبادرة الفهم دليل الرجحان .
وثالثها : إنَّ جَعْلَنا إيَّاه حقيقة في التكوين أمكن من جعله مجازاً عن الوجدان ؛ لأنَّ العلم بالشيء تابعٌ لحصول المعلوم ، فجعل اللفظ حقيقة في المتبوعِ مجازاً في التَّبع موافقٌ للمعقول ، أمَّا لو جعلناه حقيقة في الوجدان ، مجازاً في الإيجاد ، لزم جعله حقيقة في التَّبع مجازاً في الأصل ، وهو عكسُ المعقول .
والوجه الثاني من الجواب : سلَّمنا كون اللفظ مشتركاً بالنسبة إلى الإيجاد وإلى الوجدان ، إلاَّ أنَّا نقول : يجب حمل قوله : " أغْفَلْنَا " على إيجاد الغفلة ؛ لأنَّ الدليل دلَّ على أنَّه يمتنع كون العبدُ موجداً للغفلة في نفسه ؛ لأنَّه إذا حاول إيجاد الغفلة ، فإمَّا أن يحاول إيجاد مطلق الغفلة ، أو يحاول إيجاد الغفلة عن شيء معيَّن ، والأول باطلٌ ، وإلاَّ لم يكن حصول الغفلة عن هذا الشيء أولى بأن يحصل له الغفلة عن شيءٍ آخر ؛ لأنَّ الطبيعة المشتركة فيها بين الأنواعِ الكثيرةِ تكون نسبتها إلى كلِّ تلك [ الأنواع ]{[21001]} على السويَّة .
والثاني أيضاً باطلٌ ؛ لأنَّ الغفلة عبارةٌ عن غفلة لا تمتاز عن سائر الأقسام ، إلاَّ بكونها منتسبة إلى ذلك الشيء المعيَّن بعينه ، فعلى هذا : لا يمكن أن يقصد إلى إيجاد الغفلة عن كذا ، إلاَّ إذا تصوَّر العلم أن كون تلك الغفلة غفلة عن كذا ، ولا يمكنه أن يتصوَّر تلك الغفلة غفلة عن كذا إلاَّ إذا تصوَّر كذا ؛ لأنَّ العلم بنسبة أمر إلى أمر آخر مشروطٌ بتصوُّر كلِّ واحد من المنتسبين ؛ فثبت أنَّه لا يمكنه القصد إلى إيجاد الغفلة ، إلاَّ عند الشعور بكذا ، لكن الغفلة عن كذا ضدُّ الشعور بكذا ؛ فثبت أن العبد لا يمكنه إيجاد هذه الغفلة إلاَّ عند اجتماع الضدين ، وذلك محالٌ ، والموقوف على المحال محالٌ ، فثبت أنَّ العبد غير قادرٍ على إيجاد الغفلة ؛ فوجب أن يكون خالقُ الغفلة وموجدها في العباد هو الله تعالى ، وأما المدحُ والذمُّ فمعارضٌ بالعلم والدَّاعي ، وقد تقدَّم .
وأما قوله : { فَمَن شَآءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَآءَ فَلْيَكْفُرْ } [ الكهف : 29 ] فسيأتي الكلام عليه ، إن شاء الله تعالى .
وأما قولهم : لو كان المراد إيجاد الغفلة ، لوجب ذكر الفاء ، فهذا إنَّما يلزم لو كان خلق الغفلة في القلب من لوازمه حصول اتِّباع الشَّهوة والهوى ، كما أن الكسر من لوازمه حصول الانكسار ، وليس الأمر كذلك ؛ لأنَّه لا يلزم من حصول الغفلة عن الله حصول متابعة الهوى ؛ لاحتمال أن يصير غافلاً عن ذكر الله ، ولا يتَّبع الهوى ، بل يبقى متوقِّفاً حيراناً مدهوشاً خائفاً .
وذكر القفَّال في تأويل الآية على مذهب المعتزلة وجوهاً :
أحدها{[21002]} : أنه تعالى ، لما صبَّ عليهم الدنيا صبًّا ، وأدَّى ذلك إلى حصول الغفلة في قلوبهم ، صحَّ أن يقال : إنه تعالى حصل الغفلة في قلوبهم ، كقوله تعالى : { فَلَمْ يَزِدْهُمْ دعآئي إِلاَّ فِرَارا } [ نوح : 6 ] .
وثانيها : أن معنى { أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ } أي : تركناه ، فلم نسمهُ بسمةِ أهل الطَّهارة والتقوى .
وثالثها : { أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ } أي خلاَّه مع الشيطان ، ولم يمنعه منه . والجواب عن الأول : أنَّ فتح أبواب لذَّات الدنيا عليه ، هل يؤثِّر في حصول الغفلة في قلبه أو لا يؤثر ؟ فإن أثر ، كان أثر إيصال اللذَّات إليه سبباً لحصول الغفلة في قلبه ، وذلك عينُ القول بأنه فعل الله ، أي : فعل ما يوجب الغفلة في قلبه ، وإن لم يؤثِّر في حصول الغفلة ، فبطل إسناده إليه ، وعلى الثاني وهو أنَّه بمعنى تركناه فهو لا يفيدُ إلاَّ ما ذكرناه .
وعن الثالث : إن كانت للتَّخلية ؛ بمعنى حصول تلك الغفلة ، فهو قولنا ، وإلاَّ بطل إسناد تلك الغفلة إلى الله تعالى .