اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{إِنَّ هَٰذَا ٱلۡقُرۡءَانَ يَقُصُّ عَلَىٰ بَنِيٓ إِسۡرَـٰٓءِيلَ أَكۡثَرَ ٱلَّذِي هُمۡ فِيهِ يَخۡتَلِفُونَ} (76)

قوله{[39447]} : { إِنَّ هذا القرآن } الآية ، لما تمَّمَ الكلام في إثبات المبدأ والمعاد ، ذكر بعده ما يتعلق بالنبوة ، ولمَّا كانت العمدة{[39448]} الكبرى في إثبات نبوة{[39449]} محمد - صلى الله عليه وسلم - هي القرآن لا جرم بيّن الله تعالى أولاً كونه معجزة من وجوه .

أحدها : أنّ الأقاصيص المذكورة في القرآن موافقة للمذكور في التوراة والإنجيل ، مع العلم بأنه - عليه السلام{[39450]} - كان أُمّيّاً - ولم يخالط العلماء ، ولم يشتغل بالاستفادة والتعلّم ، فإذن لا يكون ذلك إلاّ من قِبَل الله تعالى ، وأراد ما اختلفوا فيه وتباينوا ، وقيل ما حرّفه{[39451]} بعضهم ، وقيل : إخبار الأنبياء .


[39447]:في ب: قوله تعالى.
[39448]:في ب: العهدة. وهو تحريف.
[39449]:نبوة: سقط من ب.
[39450]:في ب: عليه الصلاة والسلام.
[39451]:في النسختين: ما حرم على. والتصويب من الفخر الرازي.