قوله : «لِيُعَذِّبَ » متعلق بقوله : «وحَمَلَهَا » فقيل : هي لام الصيرورة لأنه لم يحملها لذلك{[44024]} ، وقيل : لام العلة على المجاز لما كانت نتيجة حمله ذلك جعلت كالعلة{[44025]} الباعثة .
قال مقاتل : { لِيُعَذِّبَ الله المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات } بما خانوا الأمانة ونقضوا الميثاق{[44026]} . ثم قال : { وَيَتُوبَ الله عَلَى المؤمنين والمؤمنات } ، قرأ الأعمش برفع «ويتوب »{[44027]} على الاستئناف أي يهديهم ويرحمهم بما أدوا من الأمانة ، وقال ابن قتيبة{[44028]} عرضنا الأمانة ليظهر نفاقُ المنافق وشرك المشرك فيعذبهما الله ويظهر إيمان المؤمن فيتوب الله عليه أي يعود عليه بالرحمة والمغفرة إن حصل منه تقصير{[44029]} في الطاعات ، وعطف المشرك على المنافق ولم يُعِدْ اسمه تعالى فلم يقل : «ويُعَذِّبَ اللَّهُ المُشْرِكين » وعند التوبة أعاد اسمه وقال : { ويتوب الله على المؤمنين والمؤمنات } ولو قال : يتوب على المؤمنين والمؤمنات كان المعنى حاصلاً ولكنه أراد تفضيل المؤمن على المنافق فجعله كالكلام المستأنف ويجب هناك ذكر الفاعل فقال «ويتوب الله »{[44030]} ثم قال : { وَكَانَ الله غَفُوراً رَحِيماً } لما ذكر في الإنسان وصفين الظلوم والجهول ذكر من أوصافه وصفين فقال : { وكان الله غفوراً رحيماً } أي كان غفوراً للظالم رحيماً على الجهول .
روى الثَّعْلَبِيُّ عن أبي أُمَامَةَ عن أبيِّ بن كعب قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - «مَنْ قَرَأَ سُورَةَ الأَحْزَاب وَعَلَّمَهَا أَهْلَهُ وَمَا مَلَكَتْ يمِينُه أُعْطِيَ الأَمَانَ مِنْ عَذَابِ القَبْرِ »{[1]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.