اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{يَسۡـَٔلُكَ ٱلنَّاسُ عَنِ ٱلسَّاعَةِۖ قُلۡ إِنَّمَا عِلۡمُهَا عِندَ ٱللَّهِۚ وَمَا يُدۡرِيكَ لَعَلَّ ٱلسَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيبًا} (63)

قوله : { يَسْأَلُكَ الناس عَنِ الساعة قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ الله } لما بين حالهم في الدنيا أنهم يُلْعَنُونَ ويُهَانُونَ ويُقْتَلُونَ أراد أن يبين حالهم في الآخرة ، فذكرهم بالقيامة وما يكون لهم فيها فقال : { يَسْأَلُكَ الناس عَنِ الساعة قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ الله } أي إن وقت القيامة علمه عند الله لا يبين لهم فإِن الله أخفاها لحكمةٍ وهي امتناع المكلف عن الاجتراء وخوفهم منها في كل وقت .

قوله : { وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ الساعة } الظاهر أن «لعل » تعلق كما تعلق التمني و «قريباً » خبر كان على حذف موصوف أي شيئاً قريباً ، وقيل : التقدير : قيام الساعة فروعيت «الساعة » في تأنيث «يكون » ورُوعِيَ المضاف المحذوف في تذكير «قريباً » وقيل : «قريباً » أكثر استعماله استعمال الظرف فهو هنا ظرف في موضع الخبر{[43977]} . وقال ابن الخَطِيب : فَعِيلٌ يستوي فيه المذكَّر والمؤنث قال تعالى : { إِنَّ رَحْمَةَ الله قَرِيبٌ مِنَ المحسنين } [ الأعراف : 56 ] أي لعلَّ الساعةَ تكون قريبةً .

فصل :

المعنى أي شيء يعلمك أمر الساعة ومتى يكون قيامها أي أنت لا تعرفه لعل الساعة تكون قريباً . وهذا إشارة إلى التخويف ،


[43977]:المرجعان السابقان.