اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{وَمَآ أَرۡسَلۡنَٰكَ إِلَّا كَآفَّةٗ لِّلنَّاسِ بَشِيرٗا وَنَذِيرٗا وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَ ٱلنَّاسِ لَا يَعۡلَمُونَ} (28)

فصل

لما بيَّن مسألة التوحيد شرع في الرسالة فقال تعالى : { وَمَآ أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ كَآفَّةً } أي الرسالة كافة أي تكُف الناس أنت من الكفر وتمنعهم عن الخروج عن الانقياد لها أو تكف الناس أنت عن الكفر والهاء للمبالغة على ما تقدم . و «لِلنَّاسِ » أي عامةً أحمرهم وأسودهِم «بَشِيراً وَنَذِيراً » أي مبشراً ومنذراً تحثهم بالوعد وتزجرهم بالوعيد «وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ » ذلك لآ لخفائه ولكن لغفلتهم قال - عليه ( الصلاة{[44642]} و ) السلام- : «كَانَ النَّبِيُّ يُبْعَثُ إلَى قَوْمِهِ خَاصَّةً وَبُعِثْتُ إلى النَّاسِ عَامَّةً »{[44643]} .


[44642]:زيادة من (ب).
[44643]:الحديث أورده البخاري في صحيحه عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما. البخاري 1/70.