الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{سُبۡحَٰنَ رَبِّكَ رَبِّ ٱلۡعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ} (180)

ثم قال : { سبحان ربك رب العزة } أي : تنزيها وبراءة لربك يا محمد من السوء ، { رب العزة } أي : رب القوة والبطش ، عما يصفونه{[57951]} من اتخاذ الأولاد وشركهم وافترائهم على ربهم .

وسئل محمد بن سحنون{[57952]} عن قوله تعالى : { رب العزة } والعزة صفة من صفات{[57953]} ذاته تعالى كالقدرة والعلم ، ولا يقال : رب القدرة ولا رب العلم ، فقال : إن العزة تكون صفة لفعل وصفة ذات نحو قوله : فلله العزة{[57954]} فهذه صفة ذات ونحو قوله : " رب العزة " فهذه صفة فعل ، أي العزة{[57955]} التي يتعازز بها الخلق فيما بينهم الله خلقها .

فرب العزة معناه{[57956]} : خالق العزة التي يتعزز بها الناس فيما بينهم{[57957]} .

قال محمد بن سحنون : وجاء في التفسير أن العزة في قوله :

" رب العزة " الملائكة فصارت مربوبة وكل ما كان مربوبا فهو فعل لله{[57958]} .

فالعزة في هذا الموضع : الملائكة كما قال أهل العلم{[57959]} .

قال محمد{[57960]} : وقال بعض علمائنا : من حلف بعزة الله ، فإن أراد عزة الله التي هي{[57961]} صفته ففيه الكفارة إن حنث ، وإن أراد العزة التي جعلها الله بين العباد عزة{[57962]} فحنث فلا كفارة عليه{[57963]} ولا يجور رب القدرة ، ولا رب العظمة لأنها صفات{[57964]} ذات غير مربوبة هذا معنى قولل محمد بن سحنون مشروحا مبينا{[57965]} .


[57951]:ب: "يصفون"
[57952]:ب: "محمد بن إسحاق وهو خطأ وتحريف
[57953]:ب: "صفة"
[57954]:فاطر آية 10
[57955]:ب: "الغوة" وهو تحريف
[57956]:ب: "معنى"
[57957]:انظر: الجامع للقرطبي 15/140
[57958]:ب: "لله سبحانه"
[57959]:انظر: الجامع للقرطبي 15/141
[57960]:هو محمد بن سحنون نفسه
[57961]:ساقط من ب
[57962]:ب: "دعوة" وهو تحريف
[57963]:انظر: الجامع للقرطبي 15/141
[57964]:ب: "صفة"
[57965]:انظر: الجامع للقرطبي 15/141