ثم قال : { سبحان ربك رب العزة } أي : تنزيها وبراءة لربك يا محمد من السوء ، { رب العزة } أي : رب القوة والبطش ، عما يصفونه{[57951]} من اتخاذ الأولاد وشركهم وافترائهم على ربهم .
وسئل محمد بن سحنون{[57952]} عن قوله تعالى : { رب العزة } والعزة صفة من صفات{[57953]} ذاته تعالى كالقدرة والعلم ، ولا يقال : رب القدرة ولا رب العلم ، فقال : إن العزة تكون صفة لفعل وصفة ذات نحو قوله : فلله العزة{[57954]} فهذه صفة ذات ونحو قوله : " رب العزة " فهذه صفة فعل ، أي العزة{[57955]} التي يتعازز بها الخلق فيما بينهم الله خلقها .
فرب العزة معناه{[57956]} : خالق العزة التي يتعزز بها الناس فيما بينهم{[57957]} .
قال محمد بن سحنون : وجاء في التفسير أن العزة في قوله :
" رب العزة " الملائكة فصارت مربوبة وكل ما كان مربوبا فهو فعل لله{[57958]} .
فالعزة في هذا الموضع : الملائكة كما قال أهل العلم{[57959]} .
قال محمد{[57960]} : وقال بعض علمائنا : من حلف بعزة الله ، فإن أراد عزة الله التي هي{[57961]} صفته ففيه الكفارة إن حنث ، وإن أراد العزة التي جعلها الله بين العباد عزة{[57962]} فحنث فلا كفارة عليه{[57963]} ولا يجور رب القدرة ، ولا رب العظمة لأنها صفات{[57964]} ذات غير مربوبة هذا معنى قولل محمد بن سحنون مشروحا مبينا{[57965]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.