اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{إِلَّا عِبَادَ ٱللَّهِ ٱلۡمُخۡلَصِينَ} (74)

قوله : { إِلاَّ عِبَادَ الله } استثناء من قوله : «المنذرين » استثناء منقطعاً لأنه وعيد وهم لم يدخلوا ( في ){[47144]} هذا الوعيد{[47145]} ، وقيل : استثناء من قوله : { وَلَقَدْ ضَلَّ قَبْلَهُمْ أَكْثَرُ الأولين }{[47146]} . والمراد بالمُخْلَصِينَ : الموحدين نجوا من العذاب . وتقدم الكلام على هذا الإخلاص في سورة الحِجْر عند قوله تعالى : { إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ المخلصين }{[47147]} [ الحشر : 40 ] .


[47144]:سقط من ب.
[47145]:قاله أبو حيان في البحر 7/464 والسمين في الدر 4/558 والرازي في التفسير الكبير 26/143.
[47146]:مع قوله: فانظر كيف كان عاقبة المنذرين فإنها كانت أقبح العواقب وأفظعها إلا عاقبة عباد الله المخلصين فإنها مقرونة بالخير والراحة. وقد قال بهذا الرازي 26/144.
[47147]:وبين هناك معنى مخلصين بفتح اللام أي الذين أخلصهم الله واصطفاهم لعبادته وبين معنى مخلصين الموحدين كما تقدم أن قراءة المخلصين بالفتح قراءة نافع وأهل الكوفة حيث وقع سواء أكان في يوسف أو الحجر أو الصافات أو أي مكان في القرآن والباقون بالكسر بالبناء للفاعل، انظر: اللباب 3/117.