قوله : { أَذَلِكَ خَيْرٌ نُّزُلاً } أي أذلك الذي ذكره لأهل الجنة خيرٌ نزلاً أَمْ شَجَرَةُ الزَّقُّوم . ( فنزلاً ) تمييز{[47101]} «لِخَيْرِ » والخيرية بالنسبة إلى ما اختاره الكفار على غيره . والزقوم شجرة مسمومة يخرج لها لبن متى مَسَّ جِسْمَ أحد تورم فمات . والتزقم البلع بشدة وجهد للأشياء الكريهة{[47102]} ، وقول أبي جهل وهو من العرب : لا نعرف الزقوم إلا بالتمر والزبد من العناد والكذب البحت{[47103]} .
لما ذكر ثواب أهل الجنة ووصفها وذكر مآكل أهل الجنة ومشاربهم وقال : «لِمثْلِ هذا فليعمل العاملون أتبعَهُ بقوله : «قُلْ » يا محمد أذلك خيرٌ أم شجرة الزقوم ليصير ذلك زاجراً لهم عن الكفر . وذكر مآكل أهل النار ومشاربهم . والنُّزُل الفضلُ{[47104]} الواسع في الطعام ؛ يقال : طعام كثيرُ النُّزُلِ ، و ( استعير ){[47105]} للحاضر{[47106]} من الشيء ؛ ويقال : أرسل الأميرُ إلى فلان نُزُلاً وهو الشيء الذي يحصل حال من نزل بسببه . وإذا عرف هذا فحاصل الرزق المعلوم لأهل الجنة اللذة والسرور وحاصل شجرة الزقوم الألم والغمُّ . ومعلوم أنه لا نسبة لأحدهما إلى الآخر في الجزائيَّة إلا أنه جاء هذا الكلام إما على سبيل السخرية بهم أو لأجل أن المؤمنين لما اختاروا ما أوصلهم إلى الرزق الكريم العظيم والكافرين اختاروا ما أوصلهم إلى العذاب الأليم قيل لهم ذلك توبيخاً لهم على اختيارهم{[47107]} .
قال الكلبي : لما نزلت هذه الآية قال ابن الزَّبَعْرَى : أكثر الله في بيوتكم الزقوم فإن أهل اليمن يسمون التّمر والزُّبْدَ بالزقوم فقال أبو جهل لجاريته : زَقِّمِينَا فأتته بزُبْد وتَمْرِ وقال تَزَقَّمُوا{[47108]} . قال الواحدي : ومعلوم أن الله تعالى لم يرد بالزقوم ههنا التمر والزُبْد{[47109]} . قال ابن دُرَيْدٍ{[47110]} : لم يكن للزقُّوم اشتقاق من الزّقْم وهو الإفراط في أكل الشيء حتى يكره ذلك ، يقال : بَاتَ فُلانٌ يَتَزقمُ{[47111]} . وظاهر لفظ القرآن يدل على أنها شجرة كريهة الطعم منتنة الرائحة شديدة الخشونة موصوفة بصفات رديَّة وأنه تعالى يكره أهل النار على أكلها{[47112]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.