ثم قالوا : بعد ذَلِكَ { وَقِهِمُ السَّيِّئَاتِ } ( قال بعضُ المفسرين{[47948]} المراد منه عذاب السيئات .
فإن قيل : فعلى هذا التقدير لا فرق بين قوله : { وقهم السيئات } ){[47949]} وبين قوله { وقهم عذاب الجحيم } وحينئذ يلزم التكرار الخالي من الفائدة وهو لا يجوز !
فالجواب : أنّ التفاوت حاصلٌ من وجهين :
الأول : أن يكون قوله { وقهم عذاب الجحيم } ، دعاء مذكوراً ( للأصُولِ وقوله { وقهم السيئات }{[47950]} دعاء مذكوراً ) للفروع وهم الآباء والأزواج والذريات .
الثاني : أن يكون قوله { وقهم عذاب الجحيم } مقصوراً على إزالة عذاب الجحيم ، وقوله { وقهم السَّيِّئَات } يتناول عذاب الجحيم وعذاب موقف القيامة والحساب والسؤال .
وقال بعض المفسرين : المراد بقوله : { وَقِهِم السيئات } هو أن الملائكة طلبوا إزالة عذاب النار بقولهم : «عذاب الجحيم » وطلبوا إيصال الثواب ( إليهم ){[47951]} بقولهم : { وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ } ثم طلبوا بعده ذلك أن يصونهم الله تعالى في الدنيا عن العقائد الفاسدة بقولهم : { وَقِهِمُ السَّيِّئَاتِ } ثم قالوا { وَمَن تَقِ السيئات يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ } يعني من تقِ السيئات في الدنيا فقد رحمته في يوم القيامة ، ثم قالوا { وَذَلِكَ هُوَ الفوز العظيم } حيث وجدوا بأعمال منقطعة نعيماً لا ينقطع وبأفعالٍ حقيرة مُلْكاً لا تصل العقول إلى كُنْهِ جلالته و الله أعلم{[47952]} .
قوله : { يَوْمَئِذٍ } التنوين عوض من جملة محذوفة ، ولكن ليس في الكلام جملة مصرحٌ بها عوض من هذه التنوين بخلاف قوله : { وَأَنتُمْ حِينَئِذٍ تَنظُرُونَ } [ الواقعة : 84 ] أي حين إذْ بَلَغَتْ الحلقومَ لِتَقَدُّمِهَا في اللفظ فلا بدّ من تقدير جملة يكون هذا عوضاً منها تقديهر : يَوْمَ إذْ يُؤَاخَذُ بِهَا{[47953]} .
قال مُطرفٌ{[47954]} : أنصحُ عباد الله للمؤمنين الملائكة وأغشُّ الخلقِ للمؤمنين هم الشياطين ، قال سعيد بن جبير في تفسير قوله { من صلح من آبائهم } يدخل المؤمن الجنة فيقول : أين أبي ؟ أين ولدي ؟ أين زوجتي ؟ فيقال لهم : إنهم لم يعملوا مثل عملك فيقول : إن كنت أعمل لي ولهم فيقال : أدخلوهم الجنة .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.