اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{وَلَقَدۡ أَرۡسَلۡنَا نُوحٗا وَإِبۡرَٰهِيمَ وَجَعَلۡنَا فِي ذُرِّيَّتِهِمَا ٱلنُّبُوَّةَ وَٱلۡكِتَٰبَۖ فَمِنۡهُم مُّهۡتَدٖۖ وَكَثِيرٞ مِّنۡهُمۡ فَٰسِقُونَ} (26)

قوله تعالى : { وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً وَإِبْرَاهِيمَ } الآية .

لما أجمل الرسل في قوله : { لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا } فصل ها هنا ما أجمل من إرسال الرسل بالكتب ، وأخبر أنه أرسل نوحاً وإبراهيم ، وجعل النبوة في نسلهما{[55489]} ، لقوله : { وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِمَا النبوة والكتاب } ، أي : جعلنا بعض ذريتهما الأنبياء ، وبعضهم أمماً يتلون الكتب{[55490]} المنزلة من السماء كالتوراة والإنجيل والزَّبُور والفُرقَان .

وقال ابن عبَّاس : الخَطّ{[55491]} بالقَلم .

قوله : { فَمِنْهُم مُّهْتَدٍ } .

والضمير يجوز عودهُ على الذُّرِّية ، وهو أولى لتقدم ذكره لفظاً .

وقيل : يعود على المرسل إليهم لدلالة رسلنا والمرسلين إليهم .

والمعنى : منهم مهتد ومنهم فاسق ، والمراد بالفاسق هاهنا ، قيل{[55492]} : الذي ارتكب الكبيرة سواء كان كافراً أو لم يكن لإطلاق هذا الاسم ، وهو يشمل الكافر وغيره .

وقيل : المراد بالفاسق ها هنا الكافر ؛ لأنه جعل الفُسَّاق ضد المهتدين .


[55489]:ينظر: الجامع لأحكام القرآن 17/169.
[55490]:في أ: التكاليف.
[55491]:ذكره القرطبي في "تفسيره" (17/169).
[55492]:ينظر: الفخر الرازي 29/213.