الضَّميرُ في " جِئْنَاهُم " عائد على كل ما تقدم من الكَفَرةِ ، والمراد ب " كتاب " الجنس .
وقيل : يعود على مَنْ عاصر النبي صلى الله عليه وسلم ، والمراد بالكتاب القرآن ، والباء في " بكتاب " للتعدية فقط .
قوله : " فَصَّلْنَاهُ " صفة ل " كتاب " ، والمراد بتفصيلة إيضاحُ الحقِّ من الباطل ، أو تنزيله في فصول مختلفة كقوله : { وَقُرْآناً فَرَقْنَاهُ } [ الإسراء : 106 ] .
وقرأ الجحدري{[16216]} وابن محيصن بالضَّادِ المعجمة أي : فضَّلْناه على غيره من الكتب السماوية .
قوله : " على عِلْمٍ " حال إمَّا من الفاعل ، أي : فصَّلناه عالمين بتفصيله ، وإمَّا من المفعول أي : فَصّلناه مشّتملاً على علم ونكَّر " عِلْم " تعظيماً .
قوله : " هُدىً ورَحْمَةً " الجمهور على النصب وفيه وجهان :
أحدهما : أنَّهُ مفعول من أجله أي : فصَّلْناه لأجل الهداية والرحمة .
والثاني : أنَّهُ حال ، إمّا من " كتاب " وجاز ذلك لتخصصه بالوصف ، وإمّا من مفعول " فصَّلناه " .
وقرأ زَيْدُ بْنُ عَلِيّ{[16217]} : " هدىً ورحمةٍ " بالجر ، وخرَّجه الكسائي والفراء على النعت ل " كتاب " ، وفيه المذاهب المشهور في نَحْوِ : [ " مررت ] برجل عَدْلٍ " ، وخرّجه غيرهما على البدل منه .
وقرئ{[16218]} : " هُدىً ورَحْمَةً " بالرفع على إضمار المبتدأ .
وقال مكي{[16219]} : " وأجَازَ الفرَّاءُ والكِسَائِيُّ " هُدىً ورَحْمَة " بالخفض ، ويجعلانه بَدَلاً من " علم " ، ويجوز " هُدىً ورحمةٌ " على تقدير : " هو هدىً ورحمةٌ " ، وكأنَّهُ لم يطَّلع على أنَّهُمَا قراءتان مَرْويَّتانِ حتّى نسبهما على طريق الجواز .
وقوله : { هُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ } يدلُّ على أنَّ القرآن جعل هدى لقوم مخصوصين ، والمرادُ : أنَّهُم هم الذين اهتدوا به دون غيرهم ، فهو كقوله تعالى في أوَّل " البقرة " ، { هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ } [ الآية : 2 ] .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.