فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَلَقَدۡ جِئۡنَٰهُم بِكِتَٰبٖ فَصَّلۡنَٰهُ عَلَىٰ عِلۡمٍ هُدٗى وَرَحۡمَةٗ لِّقَوۡمٖ يُؤۡمِنُونَ} (52)

{ ولقد جئناهم بكتاب فصلناه على علم هدى ورحمة لقوم يؤمنون 52 هل ينظرون إلا تأويله يوم يأتي تأويله يقول الذين نسوه من قبل قد جاءت رسل ربنا بالحق فهل لنا من شفعاء فيشفعوا لنا أو نرد فنعمل غير الذي كنا نعمل قد خسروا أنفسهم وضل عنهم ما كانوا يفترون 53 } .

{ ولقد جئناهم بكتاب فصلناه على علم } أي عالمين بتفصيله حال كونه { هدى ورحمة لقوم يؤمنون } المراد بالكتاب الجنس إن كان الضمير للكفار جميعا ، وإن كان للمعاصرين للنبي صلى الله عليه وآله وسلم فالمراد به القرآن ، والتفصيل التبيين أي ما بيناه بالأخبار والوعد والوعيد ، وكذا بقية الأنواع التسعة التي نظمها بعضهم في قوله :

حلال حرام محكم متشابه بشير نذير قصة عظة مثل

وقال السمين المراد بتفصيله إيضاح الحق من الباطل أو تنزيله في فصول مختلفة كقوله { وقرآنا فرقناه } وقرئ فضلناه من التفضيل أي على غيره من الكتب السماوية .