تفسير العز بن عبد السلام - العز بن عبد السلام  
{وَجَٰهِدُواْ فِي ٱللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِۦۚ هُوَ ٱجۡتَبَىٰكُمۡ وَمَا جَعَلَ عَلَيۡكُمۡ فِي ٱلدِّينِ مِنۡ حَرَجٖۚ مِّلَّةَ أَبِيكُمۡ إِبۡرَٰهِيمَۚ هُوَ سَمَّىٰكُمُ ٱلۡمُسۡلِمِينَ مِن قَبۡلُ وَفِي هَٰذَا لِيَكُونَ ٱلرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيۡكُمۡ وَتَكُونُواْ شُهَدَآءَ عَلَى ٱلنَّاسِۚ فَأَقِيمُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتُواْ ٱلزَّكَوٰةَ وَٱعۡتَصِمُواْ بِٱللَّهِ هُوَ مَوۡلَىٰكُمۡۖ فَنِعۡمَ ٱلۡمَوۡلَىٰ وَنِعۡمَ ٱلنَّصِيرُ} (78)

{ حقّ جهاده } اعملوا له حق عمله ، أو أن يُطاع فلا يُعصى ويُذكر فلا يُنسى ويُشكر فلا يُكفر نسخها { فاتقوا الله ما استطعتم } [ التغابن : 16 ] أو هي محكمة لأن حق جهاده ما لا حرج فيه . { اجتباكم } اختاركم { حَرَج } ضيق فخلصكم من المعاصي بالتوبة ، أو من الأيمان بالكفّارة ، أو بتقديم الأهلة وتأخيرها في الصوم والفطر والأضحى " ع " أو رُخص السفر القصر والفطر ، أو عام إذ ليس في الإسلام ما لا سبيل إلى الخلاص من الإثم فيه { مِلّة أبيكم } وسع دينكم كما وسع ملة إبراهيم ، أو افعلوا الخير كفعل إبراهيم ، أو ملة إبراهيم وهي دينه لازمة لأمة محمد صلى الله عليه وسلم داخلة في دينه ، أو عليكم ولاية إبراهيم ولا يلزمكم حكم دينه { هو سمّاكم } الله سماكم المسلمين قبل القرآن ، أو إبراهيم - عليه الصلاة والسلام - لقوله { أمّة مسلمة لك } [ البقرة : 128 ] { شهيدا } ليشهد الرسول عليكم أنه بلغكم وتشهدوا على بعدكم أنكم بلغتموهم ما بلغكم ، أو يشهد الرسول عليكم بأعمالكم ، وتشهدوا على الناس أن رسلهم بلغوهم { فأقيموا الصلاة } المكتوبة { وآتوا الزكاة } المفروضة { واعتصموا بالله } امتنعوا به ، أو تمسكوا بدينه { مولاكم } مالككم ، أو المتولي لأموركم { فنعم المولى } لما لم يمنعكم الرزق إذ عصيتموه { ونعم النّصير } لما أعانكم حين أطعتموه .