تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل  
{وَجَٰهِدُواْ فِي ٱللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِۦۚ هُوَ ٱجۡتَبَىٰكُمۡ وَمَا جَعَلَ عَلَيۡكُمۡ فِي ٱلدِّينِ مِنۡ حَرَجٖۚ مِّلَّةَ أَبِيكُمۡ إِبۡرَٰهِيمَۚ هُوَ سَمَّىٰكُمُ ٱلۡمُسۡلِمِينَ مِن قَبۡلُ وَفِي هَٰذَا لِيَكُونَ ٱلرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيۡكُمۡ وَتَكُونُواْ شُهَدَآءَ عَلَى ٱلنَّاسِۚ فَأَقِيمُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتُواْ ٱلزَّكَوٰةَ وَٱعۡتَصِمُواْ بِٱللَّهِ هُوَ مَوۡلَىٰكُمۡۖ فَنِعۡمَ ٱلۡمَوۡلَىٰ وَنِعۡمَ ٱلنَّصِيرُ} (78)

{ وجاهدوا في الله } يأمرهم بالعمل { حق جهاده } يقول : اعملوا لله بالخير حق عمله نسختها الآية التي في التغابن ، وهي : { فاتقوا الله ما استطعتم . . . } [ التغابن :16 ] ثم قال : { هو اجتباكم } يقول الله عز وجل : استخلصكم لدينه { وما جعل عليكم في الدين } يعنى في الإسلام { من حرج } يعنى من ضيق ، ولكن جعله واسعا هو { ملة أبيكم إبراهيم هو سماكم } يقول الله عز وجل : سماكم { المسلمين } فيها تقديم { من قبل } قرآن محمد صلى الله عليه وسلم في الكتب الأولى { وفي هذا } القرآن أيضا سماكم المسلمين { ليكون الرسول } يعنى النبي صلى الله عليه وسلم { شهيدا عليكم } أنه بلغ الرسالة { وتكونوا } أنتم يا معشر أمة محمد صلى الله عليه وسلم ، يعنى مؤمنيهم { شهداء على الناس } يعنى شهداء للرسل أنهم بلغوا قومهم الرسالة { فأقيموا الصلاة } يقول : أتموها { وآتوا الزكاة } يقول : أعطوا الزكاة من أموالكم { واعتصموا بالله } يقول : وثقوا بالله ، فإذا فعلتم ذلك { هو مولاكم فنعم المولى ونعم النصير } آية ، يقول : نعم المولى هو لكم ، ونعم النصير هو لكم .