{ وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ } : في سبيله ، { حَقَّ جِهَادِهِ } : أقيموا بمواجبه وشرائطه على وجه التمام قدر الوسع ، وإضافة الجهاد إلى الله للملابسة ، { هُوَ اجْتَبَاكُمْ } : اختاركم يا أمة محمد لنصرة دينه ، { وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ } : ما كلفكم ما لا تطيقون فلا عذر لكم في تركه وقد ورد{[3402]} ( بعثت بالحنيفية السمحة ) ، { مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ{[3403]} } ، أي : أعني بالدين ملة إبراهيم نحو : الحمد لله الحمد ، أو مصدر لفعل دل عليه مضمون ما قبله بحذف مضاف ، أي : وسع دينكم توسعة ملته وهو أبو نبينا ونبينا كالأب لأمته أو لأن أكثر العرب من ذريته فهو من باب التغليب ، { هُوَ } : أي{[3404]} : الله ، { سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ } أي : بهذا الاسم الأكرم ، { مِن قَبْلُ } : في سائر الكتب ، { وَفِي هَذَا } : القرآن ، وفي الشواذ الله بدل هو ، وفي النسائي : ( ما دعا بدعوى الجاهلية فإنه من جثاء جهنم ، قل رجل : يا رسول الله : وإن صام وصلى ؟ قال : نعم وإن صام وصلى ، فادعوا بدعوة الله التي سماكم بها المسلمين المؤمنين عباد الله ) ، وقيل{[3405]} الضمير لإبراهيم فإنه دعا بقوله : { ومن ذريتنا أمة مسلمة لك } [ البقرة : 128 ] ، وفي هذا معناه وفي القرآن بيان تسميته إياكم بهذا الاسم حيث حكى فيه مقالته ، أو لما كان تسميتهم في القرآن بسبب تسميته من قبل كأنها منه ، وفيه بعد { لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ } : يوم القيامة بأنه بلغكم رسالته ولعصمته تقبل شهادته لنفسه قيل : يشهد عليكم بطاعة من أطاع وعصيان من عصى ، { وَتَكُونُوا شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ } : بأن الرسل بلغتهم ، { فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ } : أي : إذا خصكم{[3406]} بتلك الكرامات فتقربوا إليه بأنواع الطاعات ، { وَاعْتَصِمُوا } : وثقوا ، { بِاللَّهِ } لا إلى سواه ، { هُوَ مَوْلاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى } هو ، { وَنِعْمَ النَّصِيرُ } هو فإنه لا مولى ولا نصير على الحقيقة سواه .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.