مفاتيح الغيب للرازي - الفخر الرازي  
{كَلَّاۚ سَنَكۡتُبُ مَا يَقُولُ وَنَمُدُّ لَهُۥ مِنَ ٱلۡعَذَابِ مَدّٗا} (79)

ثم إنه سبحانه بين من حاله ضد ما ادعاه ، فقال : { كلا } وهي كلمة ردع وتنبيه على الخطأ أي هو مخطئ فيما يقوله ويتمناه فإن قيل لم قال : { سنكتب ما يقول } بسين التسويف وهو كما قاله كتب من غير تأخير قال تعالى : { ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد } قلنا فيه وجهان : أحدهما : سيظهر له ويعلم أنا كتبنا . الثاني : أن المتوعد يقول للجاني سوف أنتقم منك وإن كان في الحال في الانتقام ويكون غرضه من هذا الكلام محض التهديد فكذا ههنا ، أما قوله تعالى : { ونمد له من العذاب مدا } أي نطول له من العذاب ما يستأهله ونزيده من العذاب ونضاعف له من المدد ويقال مده وأمده بمعنى ويدل عليه قراءة علي بن أبي طالب عليه السلام ويمد له بالضم ،