نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{كَلَّاۚ سَنَكۡتُبُ مَا يَقُولُ وَنَمُدُّ لَهُۥ مِنَ ٱلۡعَذَابِ مَدّٗا} (79)

ولما كان كل من الأمرين : إطلاع الغيب واتخاذ العهد ، وكذا ما ادعاه لنفسه ، وما يلزم عن{[48683]} اتخاذ العهد من القرب ، منتفياً قال : { كلاًّ } أي لم يقع شيء من هذين الأمرين ، ولا يكون ما ادعاه {[48684]}فليرتفع عنه صاغراً{[48685]} .

ولما كان النفي هنا عن الواحد مفهماً للنفي عما فوقه اكتفى به ، ولما رد ذلك استأنف الجواب لسؤال من كأنه قال : فماذا يكون له ؟ بقوله مثبتاً السين{[48686]} للتوكيد في هذا التهديد : { سنكتب ما يقول } أي نحفظه عليه حفظ من يكتبه لنوبخه به ونعذبه عليه {[48687]}بعد الموت فيظهر له بعد طول الزمان أن ما كان فيه ضلال يؤدي إلى الهلاك لا محالة{[48688]} ، ويجوز أن تكون السين على بابها من المهلة ، وكذا الكتابة ، والإعلام بذلك للحث{[48689]} على التوبة قبل الكتابة ، وذلك من عموم الرحمة { ونمد له من العذاب مداً * } باستدراجه بأسبابه من كثرة النعم من الأموال والأولاد{[48690]} المحببة له في الدنيا ، المعذبة له فيها ، بالكدح في جمعها والمخاصمة عليها الموجبة له التمادي في الكفر الموجب لعذاب الآخرة ، وإتيان بعضه في إثر بعض{ إنما يريد الله أن يعذبهم بها في الدنيا وتزهق أنفسهم وهم كافرون{[48691]} }[ التوبة : 85 ]


[48683]:من ظ ومد وفي الأصل: عند.
[48684]:من مد وفي الأصل: للتوكيد في هذا التهديد وما بين الرقمين ساقط من ظ.
[48685]:من مد وفي الأصل: للتوكيد في هذا التهديد وما بين الرقمين ساقط من ظ
[48686]:من ظ ومد وفي الأصل: للنفي.
[48687]:سقط ما بين الرقمين من ظ.
[48688]:سقط ما بين الرقمين من ظ.
[48689]:من ظ ومد وفي الأصل: الحث.
[48690]:من ظ ومد وفي الأصل: الأموال.
[48691]:سورة 9 آية 85.