وقوله تعالى : { كَلاَّ } ردعٌ له عن التفوّه بتلك العظيمةِ وتنبيهٌ على خطْأته { سَنَكْتُبُ مَا يَقُولُ } أي سنُظهر أنا كتبنا قوله ، كقوله :
إذا ما انتسبْنا لم تلِدْني لئيمةٌ *** [ ولم تجدني من أن تقري بها بدا ]{[532]}
أي يتبينُ أني لم تلدني لئيمة ، أو سننتقم منه انتقامَ مَنْ كتب جريمةَ الجاني وحفِظها عليه ، فإن نفسَ الكَتَبة لا تكاد تتأخر عن القول ، كقوله عز وعلا : { مَّا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ } فمبنى الأولِ تنزيلُ إظهارِ الشيءِ الخفيِّ منزلةَ إحداثِ الأمرِ المعدومِ بجامع أن كلاًّ منهما إخراجٌ من الكمُون إلى البروز فيكون استعارةً تبعيةً مبنية على تشبيه إظهارِ الكتابةِ على رؤوس الأشهاد بإحداثها ، ومدارُ الثاني تسميةُ الشيء باسم سببِه فإن كتابةَ جريمةِ المجرمِ سببٌ لعقوبته قطعاً { وَنَمُدُّ لَهُ مِنَ العذاب مَدّاً } مكانَ ما يدّعيه لنفسه من الإمداد بالمال والولد ، أي نطوّل له من العذاب ما يستحقه أو نزيد عذابه ونضاعفه له لكُفره وافترائِه على الله سبحانه وتعالى واستهزائِه بآياته العِظام ، ولذلك أُكّد بالمصدر دَلالةً على فرط الغضب .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.