التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز  
{وَلَئِنۡ أَذَقۡنَٰهُ نَعۡمَآءَ بَعۡدَ ضَرَّآءَ مَسَّتۡهُ لَيَقُولَنَّ ذَهَبَ ٱلسَّيِّـَٔاتُ عَنِّيٓۚ إِنَّهُۥ لَفَرِحٞ فَخُورٌ} (10)

قوله : { ولئن أذقناه نعماء بعد ضراء مسته ليقولون ذهب السيئات عني } لئن من الله على الإنسان بالنعمة من بسطه العيش والرزق بعد ما أصابه العسر والشدة وضيق العيش ، فلسوف يقول –مباهيا مسرورا- ذهب عني الضيق والعسر ، وزالت عني الشدائد والمكاره { إنه لفرح فخور } فرح وفخور ، كلاهما مبالغة في الفرح والفخر ، وذلك هو ديدن المشركين والمنافقين والخائرين من ضعقة المسلمين ، إذا أصابهم الرخاء بعد الشدة ، أو الغنى بعد الفقر ، أو العسر بعد اليسر ؛ فإنهم إذ ذالك يغمرهم السرور البالغ ، وتستحوذ عليهم البهجة العاصفة ، فيهتفون هتاف المفاخر الجذلان بشدة فرحهم وسرورهم .

لكن المسلمين الصادقين المخبتين أجدر أن يكونوا في كل أحوالهم وسلوكهم من أهل الجد والوقار والرزانة ؛ فلا تستخفهم بهجة الفرح المغالي ، ولا تستحوذ عليهم زهرة الدنيا بمتاعها الداثر وزينتها الفانية .