تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{وَلَئِنۡ أَذَقۡنَٰهُ نَعۡمَآءَ بَعۡدَ ضَرَّآءَ مَسَّتۡهُ لَيَقُولَنَّ ذَهَبَ ٱلسَّيِّـَٔاتُ عَنِّيٓۚ إِنَّهُۥ لَفَرِحٞ فَخُورٌ} (10)

[ وقوله تعالى ][ ساقطة من الأصل وم ] : ( وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ نَعْمَاءَ بَعْدَ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ ذَهَبَ السَّيِّئَاتُ عَنِّي إِنَّهُ لَفَرِحٌ فَخُورٌ ) الفرح هو الرضا كقوله : ( وفرحوا بالحياة الدنيا )[ الرعد : 26 ] أي رضوا بها . وقيل : الفرح البطر ؛ يبطر في حال السعة والرخاء كقوله : ( إن الله لا يحب الفرحين )[ القصص : 76 ] والفرح قد يبلغ كفرا ، ويكون الفرح سرورا ، ولا يكون كفرا .

[ وقوله تعالى ][ ساقطة من الأصل وم ] : ( فخور ) يفتخر على الفقراء بالمال الذي أعطي ، أو يفتخر على الأنبياء والرسل بالتكذيب . وكذلك كانت عادة رؤسائهم أنهم كانوا ذوي مال وسعة ، فلا يرون الرسالة تكون في من دونهم في المال كقولهم : ( لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم )[ الزخرف : 31 ] وكقوله : ( نحن أكثر أموالا وأولادا )[ سبإ : 35 ] ونحوه .

ويحتمل قوله : ( ليئوس ) في حال الشدة ( كفور ) لله في [ حال النعمة ][ في الأصل وم : نعمه ] والرخاء .

وأصله أنهم[ أدرج قبلها في الأصل وم : وذلك ] كانوا لا ينظرون في [ حال ][ ساقطة من الأصل وم ] النعم والرخاء إلى من أنعم عليهم إنما [ كانوا ][ ساقطة من الأصل وم ] ينظرون إلى أعين النعم وأنفسها . لذلك حملهم على الإياس والقنوط ، وإعطاؤهم إياها على الكفران والفرح والفخر . ولو نظروا ي تلك النعم إلى المنعم لم يقع لهم الإياس[ في الأصل وم : إياس ] عند النزع ولا الكفران والفرح عند النيل ، بل يصبرون عند النزع من أيديهم ، ويشكرون للمنعم عليهم في حال النيل .