البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{وَلَئِنۡ أَذَقۡنَٰهُ نَعۡمَآءَ بَعۡدَ ضَرَّآءَ مَسَّتۡهُ لَيَقُولَنَّ ذَهَبَ ٱلسَّيِّـَٔاتُ عَنِّيٓۚ إِنَّهُۥ لَفَرِحٞ فَخُورٌ} (10)

ثم ذكر حاله إذا جاءته النعمة بعد الضر .

ومعنى ذهب السيئات أي : المصائب التي تسوءني .

وقوله هذا يقتضي نظراً وجهلاً ، لأن ذلك بإنعام من الله ، وهو يعتقد أنّ ذلك اتفاق أو بعد ، وهو اعتقاد فاسد .

إنه لفرح أشر بطر ، وهذا الفرح مطلق ، فلذلك ذم المتصف به ، ولم يأت في القرآن للمدح إلا مقيداً بما فيه خير كقوله : { فرحين بما آتاهم الله من فضله } وقرأ الجمهور : لفرح بكسر الراء ، وهي قياس اسم الفاعل من فعل اللازم .

وقرأت فرقة : لفرح بضم الراء ، وهي كما تقول : ندس ، ونطس .

وفخره هو تعاظمه على الناس بما أصابه من النعماء ،