الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَلَئِنۡ أَذَقۡنَٰهُ نَعۡمَآءَ بَعۡدَ ضَرَّآءَ مَسَّتۡهُ لَيَقُولَنَّ ذَهَبَ ٱلسَّيِّـَٔاتُ عَنِّيٓۚ إِنَّهُۥ لَفَرِحٞ فَخُورٌ} (10)

ثم قال تعالى : { ولئن أذقناه نعماء بعد ضراء مسته }[ 10 ] : أي : ولئن بسطنا له في الرزق والعيش ، بعد ضيق في رزقه مسه منه ضرر { ليقولن ذهب السيئات عني }[ 10 ] : أي : ذهب الضيق ، والعسر عني{[31961]} . { إنه لفرح } : أي : مرح ، لا يشكر{[31962]} ، { فخور } : أي يفخر بما ناله من السعة في رزقه ، فينسى{[31963]} صروف الدنيا ، وعوارضها غرة منه وجرأة{[31964]} . { الله لا يحب الفرحين }{[31965]} : وهذا كله من صفة الكافر .

وقد قرأ بعض أهل المدينة ( لفرح ){[31966]} بضم الراء{[31967]} ، وهي{[31968]} لغة ، كما يقال : رجل قطِرٌ وقطُرٌ وحذَر وحذُرٌ .


[31961]:ق: والعصر عن، وانظر هذا التفسير في: جامع البيان 15/256.
[31962]:ق: فرح لا يشكره.
[31963]:ط: وينسى.
[31964]:ق: وحدرة، ط: وبحرات وهو تحريف. والقول لابن جريج في: جامع البيان 15/257.
[31965]:القصص: 76.
[31966]:ق: لفروح.
[31967]:وهي قراءة بعض أهل المدينة، انظر: المحرر 9/113، والجامع 9/9. ولم ينسبها في شواذ القرآن 64.
[31968]:ق: وهو.