قوله تعالى : { أم يقولن افتراه قل إن افتريته فعلى إجرامي وأنا برئ مما تجرمون } { أم } ، بمعنى بل والهمزة و { افتراه } من الافتراء وهو الاختلاق{[2085]} و { إجرامي } ، من الإجرام وهي الجناية ، أجرم : ارتكب جرما ؛ وجرم جرما أي ذنب ، واجترم الذنب : أي كسبه أو ارتكبه .
واختلف المفسرون في المراد بهذه الآية ، فقد قيل : إنها حكاية عن تكذيب المشركين لرسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ إذ قالوا إن هذا القرآن قد افتراه محمد ! فأنكر الله مقالتهم بقوله : { أم يقولن افتراه } .
وقيل : الآية تحكي خبر المحاججة بين نوح وقومه ؛ إذ قالوا ، إن ما جاءهم به نوح مفترى . قال ابن عباس في ذلك : هو من محاورة نوح لقومه وهذا أظهر القولين ؛ لأنه ليس قبل ذلك ولا بعده إلا ذكر نوح وقومه ، فالخطاب منهم ولهم . ثم أمر الله نوحا أن يرد مقالتهم { قل إن افتريته فعلي إجرامي وأنا برئ مما تجرمون } أي قل لهم : إن كان ما أقوله لكم اختلافا مني وتخريصا ؛ فعلي إثمي فيما أفتريه على ربي ، ولا تؤاخذون أنتم بذنبي ولا إثمي ، ولست أنا مؤاخذا بذنبكم ؛ بل أنا برئ مما تذنبون وتأثمون{[2086]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.