وقوله تعالى : ( أم يقولون ) أي بل يقولون ( افتراه ) من عند نفسه ( قُلْ إِنْ افْتَرَيْتُهُ فَعَلَيَّ إِجْرَامِي وَأَنَا بَرِيءٌ مِمَّا تُجْرِمُونَ ) اختلف فيه :
قال بعضهم : قال قوم نوح [ عن نوح ][ في الأصل وم : لنوح ] عليه السلام إنه افترى على الله أنه رسول إليهم من الله على ما سبق من دعائه قومه إلى دين الله ، فقالوا : إنه ( افتراه ) .
وقال بعضهم : هو قول قوم محمد صلى الله عليه وسلم قالوا : افترى محمد هذا القرآن من نفسه ، ليس هو من الله على ما يزعم ؛ وهو ما قال في صدر السورة ، وهو قوله : ( أم يقولون افتراه قل فاتوا بعشر سور مثله مفتريات ) إلى آخر ما ذكر [ الآية : 13 ] .
فعلى ذلك هذا هو قولهم [ عن رسول ][ في الأصل وم : لرسول ] الله صلى الله عليه وسلم إنه افترى هذا القرآن الذي يقول : هو من الله ، من نفسه ، فقال : ( إِنْ افْتَرَيْتُهُ فَعَلَيَّ إِجْرَامِي وَأَنَا بَرِيءٌ مِمَّا تُجْرِمُونَ ) أي ( إن افتريته فعلي ) جرم افترائي وجزاؤه .
[ وقوله تعالى ][ ساقطة من الأصل وم ] : ( وأنا بريء مما تجرمون ) معناه ، والله أعلم ، أي لا تؤاخذوني أنتم بجرم افتري إن افتريته ، وأنا لا أُآخَذ بإجرامكم كقوله : ( فإن تولوا فإنما عليه ما حمل وعليكم ما حملتم )[ النور : 54 ] وكقوله : ( ما عليك من حسابهم من شيء )[ الأنعام : 52 ] فعلى ذلك إجرامي .
وأمكن أن يكون هذا القول لهم لما من إيمانهم كقوله : ( لا حجة بيننا وبينكم )[ الشورى : 15 ] لما أيس من إيمانهم ، وانقطع طمعه ورجاؤه عن إسلامهم قال لهم ذلك : أن لا محاجة بيننا وبينكم بعد هذا ، والله أعلم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.