التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز  
{وَجَعَلُواْ لِلَّهِ أَندَادٗا لِّيُضِلُّواْ عَن سَبِيلِهِۦۗ قُلۡ تَمَتَّعُواْ فَإِنَّ مَصِيرَكُمۡ إِلَى ٱلنَّارِ} (30)

قوله : ( وجعلوا لله أندادا ليضلوا عن سبيله ) ( أندادا ) يعني شركاء . ومفرده نديد . وهو النظير . ونقول : ندّ البعير يند ، ندادا وندودا ؛ إذ نفر وذهب على وجهه شاردا . ومنه قوله : ( يوم التناد ) {[2399]} أي اتخذوا مع الله آلهة شركاء في العبادة والخضوع والتوجه ليضلوا الناس بذلك عن دين الله الحق ، دين التوحيد الخالص والتوجه الكامل صوب إله أحد خالق قادر .

قوله : ( قل تمتعوا فإن مصيركم إلى النار ) الأمر بالتمتع إشارة إلى الاستخفاف بملاذ الحياة الدنيا والتقليل من شأنها ؛ فإنها متاع . فضلا عما تتضمنه الآية من التوبيخ والتهديد والوعيد للمشركين . يبين ذلك قوله : ( فإن مصيركم إلى النار ) إنكم مردودون وصائرون إلى عذاب النار . {[2400]}


[2399]:- المصباح المنير جـ2 ص 265 ومختار الصحاح ص 652.
[2400]:- تفسير ابن كثير جـ 2 ص 538 وتفسير القرطبي جـ9 ص 365.