ولما كان هذا فعل من لا عقل له ، بينه بقوله : { وجعلوا لله } الذي{[45031]} يعلمون أنه لا شريك له في خلقهم ولا في رزقهم لان له الكمال كله { أنداداً } وقال : { ليضلوا } أي بأنفسهم على قراءة ابن كثير وأبي عمرو ، ويعموا غيرهم على قراءة الباقين{[45032]} { عن سبيله } لأنهم إن{[45033]} كانوا عقلاء فإنهم{[45034]} يعلمون أن هذا لازم لفعلهم فهم قاصدون له ، وإلا فلا عقول لهم ، لأنه لا يقدم على ما لا يعلم عاقبته{[45035]} إلا أبله ، وهم يقولون : إنهم أبصر الناس قلوباً{[45036]} ، وأصفاهم عقولاً . وأنفذهم أفكاراً ، وأمتنهم آراء ، فمن ألزم منهم بطريق النجاة{[45037]} ومن أحذر منهم لطرق{[45038]} الهلاك ؟ مع ما أوقعوا أنفسهم فيه من هذا الداء العضال .
ولما تقرر أنهم على الضد من جميع ما يدعونه فكانوا بذلك أهلاً للإعراض عنهم ، وكان صلى الله عليه وعلى آله وسلم بمعرض أن{[45039]} يقول : فماذا أفعل بهم وقد أمرتني بإخراجهم إلى صراطك ؟ أمره{[45040]} أن يدق أعناقهم بإخبارهم أن ما أضلهم من النعم إنما هو استدراج ، فقال : { قل } أي تهديداً لهم فإنهم لا يشكون في قولك وإن عاندوا : { تمتعوا } وبالغوا في فعل البهائم مهما قدرتم ، فإن ذلك ضائركم{[45041]} غير نافعكم { فإن مصيركم } أي صيرورتكم { إلى النار * } بسبب تمتعكم على هذا الوجه .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.