تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{وَجَعَلُواْ لِلَّهِ أَندَادٗا لِّيُضِلُّواْ عَن سَبِيلِهِۦۗ قُلۡ تَمَتَّعُواْ فَإِنَّ مَصِيرَكُمۡ إِلَى ٱلنَّارِ} (30)

الآية 30 : وقوله تعالى : { وجعلوا لله أندادا } ثم فسر أنهم لم أحلوا{[9631]} قومهم دار البوار ، فقال : { وجعلوا لله أندادا } أعدالا وأمثالا { ليضلوا عن سبيله } .

يحتمل قوله تعالى : { وجعلوا لله أندادا } في العبادة ، يعبدونها{[9632]} كما يعبد الله [ أو ]{[9633]} في التسمية ، يسمونها آلهة كما يسمى الله [ جعلوا لله ]{[9634]} أندادا . في هذين الوجهين يذكر سفههم حين{[9635]} جعلوا ما لا يسمع ، ولا يبصر ، ولا ينفع ، ولا يدفع ، ولا يضر ، أمثالا وأعدالا { ليضلوا عن سبيله } على علم منهم أن الله هو الذي خلقهم ، ورزقهم ، وينعم عليهم ، وهو الذي يدفع عنهم كل بلاء وشدة .

وجائز أن يكون قوله : { وجعلوا لله أندادا ليضلوا عن سبيله } هو تفسير ما ذكر من تبديل النعمة كفرا .

وقوله تعالى : { قل تمتعوا } بهذه النعم التي ذكر أنهم بدلوها كفرا { فإن مصيركم إلى النار } هذا في قوم ، ماتوا على الكفر ، أو{[9636]} يقول : { قل تمتعوا } في الدنيا ، أي تمتعوا بالكفر { فإن مصيركم إلى النار } هذا في قوم ، علم الله أنهم لا يؤمنون أبدا . وفيه دلالة إثبات الرسالة .

وقال أبو عوسجة : البوار الهلاك والفناء ؛ يقال : بار الرجل يبور بورا ، فهو بايِِر ، وقوم بُور ، أي هالكون ، ويقال : بارت السوق ، وبارت السلعة إذا كسدت ، ويقال : بارت المرأة تبور بورا ، فهي بائرة كبرت .

وفي حديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم ( نعوذ بالله من بوار الأيِّم )[ عزاه زغلول في موسوعته إلى مسند الربيع بن حبيب 2/20 ] قيل : يعني من كسادها ، والله أعلم .


[9631]:من م، في الأصل: أمنوا.
[9632]:في الأصل وم: يعبدون.
[9633]:من م، ساقطة من الأصل.
[9634]:في الأصل وم: جعلوه.
[9635]:في الأصل وم: حيث.
[9636]:في الأصل وم: و.