الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَجَعَلُواْ لِلَّهِ أَندَادٗا لِّيُضِلُّواْ عَن سَبِيلِهِۦۗ قُلۡ تَمَتَّعُواْ فَإِنَّ مَصِيرَكُمۡ إِلَى ٱلنَّارِ} (30)

ثم قال تعالى : { وجعلوا لله أندادا ليضلوا عن سبيله }[ 30 ] : أي : جعل هؤلاء الذين بدلوا نعمة الله كفرا ( لله ){[37252]} أندادا : أي : شركاء{[37253]} . ( { ليضلوا عن سبيله } ){[37254]} لكي يضلوا{[37255]} الناس عن سبيل الله{[37256]} .

أي : عن الإيمان بالله ، وعن إخلاص العبادة لله .

ومن فتح الياء من ( ليَضلوا ){[37257]} فالمعنى : أنه لما آل أمرهم إلى الضلال كانوا بمنزلة من فعل{[37258]} ذلك ليضل عن سبيل الله .

قال ابن مسعود : كان حول الكعبة ثلاثمائة وستون نُصُباً ، يعني : تمثالا ، تعبدها{[37259]} قريش من دون الله : فهي الأنداد .

ثم قال تعالى : { قل تمتعوا }[ 30 ] : أي : قل لهم يا محمد ! تمتعوا في هذه الحياة الدنيا ، وهذا على طريق التهدد ، والوعيد{[37260]} .

{ فإن مصيركم إلى النار }[ 30 ] : أي عاقبتكم إلى النار تكون{[37261]} .

وقيل : معناه : إن الكافر لو كان في الدنيا مريضا سقيما ، طول عمره لا يجد ما يأكل ولا ( ما ){[37262]} يشرب لكان ذلك نعيما عندما يصير إليه ن عذاب الآخرة . ولو كان المؤمن في الدنيا لا يعرض له سقم ، ولا مرض طول عمره ، يتنعم بأنعم ما يكون من مأكول{[37263]} ( في ){[37264]} الدنيا ، ويلبس أحسن ما يكون من اللباس لكان ذلك بؤسا عندما يصير إليه من نعيم الآخرة .


[37252]:ساقط من ط.
[37253]:انظر هذا التوجيه في: جامع البيان 13/223.
[37254]:ما بين القوسين ساقط من ط.
[37255]:ق: ليضلوا.
[37256]:انظر هذا التوجيه في: جامع البيان 16/224.
[37257]:وهي قراءة عامة أهل البصرة، وابن كثير، وأبي عمرو، انظر: جامع البيان 13/224، والمحرر 10/87، والجامع 9/240.
[37258]:ق: فعلى.
[37259]:ق: معبدها.
[37260]:انظر هذا التوجيه في: جامع البيان 16/224.
[37261]:انظر هذا التوجيه في: المصدر السابق، والجامع 9/240.
[37262]:ساقط من ط.
[37263]:ق: مما أكل.
[37264]:ساقط من ق.