الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي  
{وَجَعَلُواْ لِلَّهِ أَندَادٗا لِّيُضِلُّواْ عَن سَبِيلِهِۦۗ قُلۡ تَمَتَّعُواْ فَإِنَّ مَصِيرَكُمۡ إِلَى ٱلنَّارِ} (30)

قوله تعالى : " وجعلوا لله أندادا " أي أصناما عبدوها ، وقد تقدم في " البقرة " {[9518]} . " ليضلوا عن سبيله " أي عن دينه . وقرأ ابن كثير وأبو عمرو بفتح الياء ، وكذلك في الحج " ليضل عن سبيل الله{[9519]} " [ الحج : 9 ] ومثله في " لقمان{[9520]} " و " الزمر{[9521]} " وضمها الباقون على معنى ليضلوا الناس عن سبيله ، وأما من فتح فعلى معنى أنهم هم يضلون عن سبيل الله على اللزوم ، أي عاقبتم إلى الإضلال والضلال ، فهذه لام العاقبة . " قل تمتعوا " وعيد لهم ، وهو إشارة إلى تقليل ما هم فيه من ملاذ الدنيا إذ هو منقطع . " فإن مصيركم إلى النار " أي مردكم ومرجعكم إلى عذاب جهنم .


[9518]:راجع ج 1 ص 230 فما بعدها.
[9519]:راجع ج 12 ص 16، وج 14 ص 56، و ج 15 ص 237.
[9520]:راجع ج 12 ص 16، وج 14 ص 56، و ج 15 ص 237.
[9521]:راجع ج 12 ص 16، وج 14 ص 56، و ج 15 ص 237.