قوله تعالى : { ولقد صرفنا في هذا القرآن ليذكروا وما يزيدهم إلا نفورا } التصريف في اللغة معناه صرف الشيء من جهة إلى جهة ؛ كتصريف الرياح ، وتصريف الأمور . ثم جعل لفظ التصريف كناية عن التبيين ؛ لأن من يبتغي أن يبيّن كلامه ويوضحه ؛ فإنه يصرفه من نوع إلى نوع آخر ، ومن مثال إلى مثال آخر ؛ كأن يجعله وعدا ووعيدا ، وأمرا ونهي ، وأخبارا وأمثالا ، ومواعظ وحكما . وذلك ليكتمل الإيضاح والبيان ، ويظهر فيه الحجة والبرهان على أتم ما يكون عليه التبيان . وقيل : ( في ) زائدة كقوله : ( وأصلح لي في ذريتي ) أي أصلح لي ذريتي .
قوله : ( ليذكروا ) أي ليعتبروا ويتدبروا ما بيناه من الأدلة والحجج ، فيبينوا إلى ربهم طائعين مذعنين ( وما يزيدهم إلا نفورا ) أي لا يزيد المشركين ما بيناه لهم من المواعظ والدلائل والعبر إلا إدبارا عن الحق وإمعانا في الضلال والباطل . وذلك هو ديدن الظالمين التائهين ، أولي القلوب الغُلْف ، والطبائع السقيمة ؛ فإنهم لا يزيدهم التذكير والتحذير والزجر إلا عتوا واستكبارا{[2689]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.