الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{وَلَقَدۡ صَرَّفۡنَا فِي هَٰذَا ٱلۡقُرۡءَانِ لِيَذَّكَّرُواْ وَمَا يَزِيدُهُمۡ إِلَّا نُفُورٗا} (41)

{ وَلَقَدْ صَرَّفْنَا } قرأه العامّة : بالتشديد على التكثير .

وقرأ الحسن : صرفنا بالتخفيف .

{ فِي هَذَا الْقُرْآنِ } يعني العبر والحكم والأمثال والأحكام والحجج والأعلام .

سمعت أبا القاسم الحسين يقول : بحضره الإمام أبي الطيب لقوله تعالى { صَرَّفْنَا } معنيان أحدهما : لم يجعله نوعاً واحداً ، بل وعداً ووعيداً وأمراً ونهياً ومحكماً ومتشابهاً وناسخاً ومنسوخاً وأخباراً وأمثالاً ، مثل تصريف الرياح من صبا ودبور وجنوب وشمال ، وتصريف الأفعال من الماضي إلى المستقبل ومن الفاعل إلى المفعول ونحوها .

والثاني : لم ينزله مرة واحدة بل [ نجوماً ] مثل قوله { وَقُرْآناً فَرَقْنَاهُ } ومعناه أكثرنا صرف جبرئيل اليك .

{ لِيَذَّكَّرُواْ } . قرأ يحيى والأعمش وحمزة والكسائي { لِيَذَّكَّرُواْ } مخففاً .

وقرأ الباقون : بالتشديد وإختيار أبو عبيد أي ليتذكروا { وَمَا يَزِيدُهُمْ } أي التصريف والتذكير { إِلاَّ نُفُوراً } ذهاباً وتباعداً عن الحق