التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز  
{أَوۡ يُلۡقَىٰٓ إِلَيۡهِ كَنزٌ أَوۡ تَكُونُ لَهُۥ جَنَّةٞ يَأۡكُلُ مِنۡهَاۚ وَقَالَ ٱلظَّـٰلِمُونَ إِن تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلٗا مَّسۡحُورًا} (8)

ثم رجعوا عن هذا الاقتراح كذلك إلى كونه مستغنيا بالمال يرفده به ربه ، وهو قوله : ( أو يلقى إليه كنز ) أي يلقى إليه من السماء كنز يستغني به فلا يحتاج إلى التردد في الأسواق طلبا للرزق والمعاش . ثم رجعوا عن ذلك إلى كونه رجلا له بستان يأكل منه ويستغني به عن العمل والسعي ، وهو قوله : ( أو تكون له جنة يأكل منها ) .

قوله : ( وقال الظالمون إن تتبعون إلا رجلا مسحورا ) المسحور ، الذي غلب عقله السحر فجنّ . والمراد بالقائلين ، النضر بن الحارث وأتباعه من أكابر المجرمين الظالمين . فقد قالوا للناس : إنكم لا تتبعون إلا رجلا قد غلبه السحر . وهم يبتغون بمقالتهم المنكرة هذه أن يثبطوا الناس عن دين الله تثبيطا ، ولينثنوا عن اتباع رسول لله فيشاقوه فيما جاءه به فينقلبوا مدبرين مستكبرين .