التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز  
{تَبَارَكَ ٱلَّذِيٓ إِن شَآءَ جَعَلَ لَكَ خَيۡرٗا مِّن ذَٰلِكَ جَنَّـٰتٖ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ وَيَجۡعَل لَّكَ قُصُورَۢا} (10)

قوله : ( تبارك الذي إن شاء جعل لك خيرا من ذلك ) فقد روي أن النبي ( ص ) خيّر : إن شئت أن نعطيك خزائن الدنيا ومفاتيحها ، وإن شئت جمعناه لك في الآخرة فقال : يجمع لي ذلك في الآخرة . فنزل قوله : ( تبارك الذي إن شاء ) الآية . أي تكاثر وتزايد خيرا الذي إن شاء جعل لك خيرا مما قالوه واقترحوه . وهو أن يجعل الله لك من الجنات والقصور ما ليس لمثله نظير . ولكن يؤخره لك إلى يوم القيامة ؛ لأنه خير وأنفع لك وأدوم .

والإشارة في قوله : ( ذلك ) عائدة إلى ما ذكره المشركون من الجنة والكنز في الدنيا .

قوله : ( جنات تجري من تحتها الأنهار ) ( جنات ) ، بدل من قوله : ( خيرا ) أو منصوب بإضمار الفعل أعني ، وجملة ( تجري من تحتها الأنهار ) صفة{[3302]} .

قوله : ( ويجعل لك قصورا ) بإدغام لام ( ويجعل ) في لام ( لك ) وهو معطوف على محل الجزاء . والتقدير : إن يشأ يجعل .


[3302]:- الدر المصون جـ 8 ص 459.