السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{أَوۡ يُلۡقَىٰٓ إِلَيۡهِ كَنزٌ أَوۡ تَكُونُ لَهُۥ جَنَّةٞ يَأۡكُلُ مِنۡهَاۚ وَقَالَ ٱلظَّـٰلِمُونَ إِن تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلٗا مَّسۡحُورًا} (8)

ثم نزلوا أيضاً إلى أنه لم يكن مرفوداً بملك ، فليكن مرفوداً بكنز ، فقالوا : { أو يلقى إليه كنز } أي : ينزل عليه كنز من السماء ينفقه فلا يحتاج إلى المشي في الأسواق لطلب المعاش ، ثم نزلوا فاقتنعوا بأن يكون رجلاً له بستان ، فقالوا : { أو تكون له جنة } أي : بستان { يأكل منها } أي : إن لم يلق إليه كنز فلا أقل أن يكون له بستان كالمياسير فيتعيش بريعه ، وقرأ حمزة والكسائي بالنون أن نأكل نحن منها فيكون له مزية علينا بها ، والباقون بالياء وقوله تعالى : { وقال الظالمون } وضع فيه الظاهر موضع المضمر إذ الأصل وقالوا تسجيلاً عليهم بالظلم فيما قالوا { إن } أي : ما { تتبعون إلا رجلاً مسحوراً } أي : مخدوعاً مغلوباً على عقله ، وقيل : مصروفاً عن الحق .