التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز  
{وَٱتَّخَذُواْ مِن دُونِهِۦٓ ءَالِهَةٗ لَّا يَخۡلُقُونَ شَيۡـٔٗا وَهُمۡ يُخۡلَقُونَ وَلَا يَمۡلِكُونَ لِأَنفُسِهِمۡ ضَرّٗا وَلَا نَفۡعٗا وَلَا يَمۡلِكُونَ مَوۡتٗا وَلَا حَيَوٰةٗ وَلَا نُشُورٗا} (3)

قوله تعالى : { واتخذوا من دونه آلهة لا يخلقون شيئا وهم يخلقون ولا يملكون لأنفسهم ضرا ولا نفعا ولا يملكون موتا ولا حياة ولا نشورا } ذلك تسفيه لأحلام المشركين الظالمين الذين ضلوا الطريق المستقيم . طريق الله الواحد ، المتفرد بالألوهية والذي لا تنبغي العبادة لأحد غيره .

لكن هؤلاء التاعسين السفهاء قد عبدوا من دون الله آلهة مزعومة مصطنعة نحتوها من الحجارة فجعلوها تماثيل ظنوا أنها أرباب . وهي ليست غير أشباح وتماثيل ( لا يخلقون شيئا وهم يخلقون ) هذه التماثيل المزعومة ، خلقها الله فأنى لها أن تخلق شيئا . فما من شيء يكون خالقا ومخلوقا البتة .

قوله : ( ولا يملكون لأنفسهم ضرا ولا نفعا ) ما يعبد الظالمون المشركون إلا تماثيل مصنوعة من الأحجار والأخشاب أو غير ذلك من المواد المحدثة ؛ فهي كائنات جوامد لا تستطيع دفع الضر عن نفسها أو استجلاب النفع لها ، فهي عاجزة جامدة خرساء .

قوله : ( ولا يملكون موتا ولا حياة ولا نشورا ) المراد بالموت هنا الإحياء ، وبالحياة الإحياء ، وبالنشور ، البعث من القبور إلى حيث الحساب .

أي هذه الأصنام المعبودة من دون الله لا تملك أن تميت حيا أو تحيي موتا ؛ لأنها من جملة المخاليق الموتى التي أحدثها الله ؛ فهي بالغة العجز عن فعل شيء .