التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز  
{أَوَلَمۡ يَرَوۡاْ أَنَّا نَسُوقُ ٱلۡمَآءَ إِلَى ٱلۡأَرۡضِ ٱلۡجُرُزِ فَنُخۡرِجُ بِهِۦ زَرۡعٗا تَأۡكُلُ مِنۡهُ أَنۡعَٰمُهُمۡ وَأَنفُسُهُمۡۚ أَفَلَا يُبۡصِرُونَ} (27)

قوله : { أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَسُوقُ الْمَاءَ إِلَى الأرْضِ الْجُرُزِ } { الأرْضِ الْجُرُزِ } التي لا نبات فيها . أو المفازة الجدبة{[3683]} . والمعنى : أو لم ير هؤلاء الضالون المكذبون الذي ينكرون البعث والمعاد بعد الممات أن الله يحيي الأرض بعد أن كانت يابسة ميتة ، إذ يسوق الماء بقدرته وإرادته إلى الأرض { الْجُرُزِ } وهي المجدبة القفر التي لا نبات فيها { فَنُخْرِجُ بِهِ زَرْعًا تَأْكُلُ مِنْهُ أَنْعَامُهُمْ وَأَنْفُسُهُمْ } أي نخرج بسبب الماء الذي نسوقه إلى هذه الأرض اليابسة ، زرعا تأكل منه المواشي ويتغذون هم مما تنبته الأرض من الثمار والفاكهة .

قوله : { أَفَلا يُبْصِرُونَ } أفلا يرون بذلك أن الله القادر على إحياء الأرض بعد موتها لقادر على إحياء الموتى ، وبعثهم من قبورهم ، وأن ذلك ليس على الله بمتعذر ولا عزيز{[3684]} .


[3683]:مختار الصحاح ص 99، وأساس البلاغة ص 89.
[3684]:تفسير الطبري ج 21 ص 73، وتفسير القرطبي ج 14 ص 110