اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{أَوَلَمۡ يَرَوۡاْ أَنَّا نَسُوقُ ٱلۡمَآءَ إِلَى ٱلۡأَرۡضِ ٱلۡجُرُزِ فَنُخۡرِجُ بِهِۦ زَرۡعٗا تَأۡكُلُ مِنۡهُ أَنۡعَٰمُهُمۡ وَأَنفُسُهُمۡۚ أَفَلَا يُبۡصِرُونَ} (27)

قوله : { أَوَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّا نَسُوقُ الماء إِلَى الأرض الجرز } قرئ{[42953]} الجُرْز - بسكون الراء - وتقدم أول الكهف{[42954]} . وهي الأرض اليابسة{[42955]} الغليظة التي لا نبات فيها ، قال ابن عباس : هي أرض باليمن{[42956]} ، وقال مجاهد : هي أرض بأنين{[42957]} . و الجرز هو القطع فكأنها المقطوع عنها الماء والنبات . لما بين الإهلاك وهو الإماتة بين الإحياء ليكون إشارة إلى أن الضرر والنفع بيد الله ثم قال : { فَنُخْرِجُ بِهِ زَرْعاً تَأْكُلُ مِنْهُ أَنْعَامُهُمْ } من العشب والتبن «وأَنْفُسُهُمْ » من الحبوب والأقوات ، وقدم الأنعام على الأنفس في الأكل لوجوه :

الأول : أن الزرع أول ما ينبت للدوابِّ ولا يصلح للإنسان .

الثاني : أن الزرع غذاء للدواب لا بدّ منه وأما غذاء الإنسان فقد يصلح للحيوان فكان الحيوان يأكل الزرع ثم الإنسان يأكل من الحيوان{[42958]} .

قوله : { أَفَلاَ يُبْصِرُونَ } قرأ العامة بالغيبة ، ( وابن مسعود ){[42959]} بالخطاب{[42960]} التفاتاً .

وقال تبصرون لأن الأمر ( يرى ){[42961]} بخلاف حال الماضي{[42962]} فإنها{[42963]} كانت مسموعة .


[42953]:ذكرت في البحر المحيط 7/205 وهي من الشواذ.
[42954]:يقصد قول الله: {وإنا لجاعلون ما عليها صعيداً جرزاً} وهي الآية (8).
[42955]:انظر: مجاز القرآن 2/132 وغريب القرآن 347 ومعاني القرآن للفراء 2/333 واللسان جرز.
[42956]:تفسير القرطبي 14/110.
[42957]:تفسير القرطبي 14/110 وقال عكرمة: هي الأرض الظمأى. وقال الضحاك: هي الأرض الميتة العطشى.
[42958]:تفسير الفخر الرازي 25/187.
[42959]:ساقط من "ب".
[42960]:ذكرها أبو حيان في البحر 7/205 والدر المصون 4/362.
[42961]:زيادة يقتضيها السياق من الفخر الرازي 25/187.
[42962]:وفيه الماضين.
[42963]:في "ب" كأنها.