النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{أَوَلَمۡ يَرَوۡاْ أَنَّا نَسُوقُ ٱلۡمَآءَ إِلَى ٱلۡأَرۡضِ ٱلۡجُرُزِ فَنُخۡرِجُ بِهِۦ زَرۡعٗا تَأۡكُلُ مِنۡهُ أَنۡعَٰمُهُمۡ وَأَنفُسُهُمۡۚ أَفَلَا يُبۡصِرُونَ} (27)

قوله تعالى : { نَسُوقُ الْمَاءَ } فيه وجهان :

أحدهما : بالمطر والثلج .

الثاني : بالأنهار والعيون .

{ إِلَى الأَرْضِ الجُرُزِ } فيها خمسة أقاويل :

أحدها : أنها الأرض اليابسة ، قاله يحيى بن سلام .

الثاني : أنها الأرض التي أكلت ما فيها من زرع وشجر ، قاله ابن شجرة .

الثالث : أنها الأرض التي لا يأتيها الماء إلا من السيول ، قاله ابن عباس .

الرابع : أنها أرض أبْينَ{[2201]} لا تنبت ، قاله مجاهد .

الخامس : أنها قرى نبيا بين اليمن والشام ، قاله الحسن . وأصل الجرز الانقطاع مأخوذ من قولهم سيف جراز أي قطاع وناقة جراز أي كانت تأكل كل شيء لأنها لا تبقي شيئاً إلا قطعته بفيها . ورجل جروز أكول قال الراجز :

حبُّ جروز وإذا جاع بكى *** يأكل التمر ولا يلقى النّوى

وتأول ابن عطاء هذه الآية على أنه توصل بركات المواعظ إلى القلوب القاسية .


[2201]:أبين: اسم أرض بعينها.