{ إن ربك هو يفصل بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون 25 أولم يهد لهم كم أهلكنا من قبلهم من القرون يمشون في مساكنهم إن في ذلك لآيات أفلا يسمعون ( 26 ) أولم يروا أنا نسوق الماء إلى الأرض الجرز فنخرج به زرعا تأكل منه أنعامهم وأنفسهم أفلا يبصرون ( 27 ) ويقولون متى هذا الفتح إن كنتم صادقين ( 28 ) قل يوم الفتح لا ينفع الذين كفروا إيمانهم ولا هم ينظرون ( 29 ) فأعرض عنهم وانتظر إنهم منتظرون ( 30 ) } [ 25-20 ] .
1- تقرير تطميني للنبي والمؤمنين وإنذاري للكفار بأن الله سيفصل بين الناس يوم القيامة في ما اختاروه من الطرق المختلفة ؛ حيث يحق الحق ويؤيد أهله ويزهق الباطل ويخذل أصحابه .
2- وتساؤل إنكاري يتضمن التنديد بالكفار عما إذا لم يكن قد بان لهم وهداهم ووعظهم ما أهلكه الله قبلهم من القرون والأجيال الكثيرة الذين يعيشون ويمشون في مساكنهم ، ففي ذلك موعظة كافية لمن يسمع ويعي فهل فقدوا السمع فلا يسمعون .
3- وتساؤل استنكاري آخر يتضمن التنديد بالكفار أيضا عما إذا لم يروا بأعينهم أن الله تعالى يرسل الماء إلى الأرض الجافة اليابسة فيخرج به زرعا يأكلونه هم وأنعامهم . وفي هذا من الدلالة على قدرة الله ما فيه الكفاية . فهل فقدوا الإبصار فلا يبصرون .
4- وحكاية لما يتكرر صدوره منهم من التساؤل الاستخفافي عن موعد تحقيق ما يوعدون به من البعث والحساب إن كان صدقا . وأمر للنبي بإجابتهم تتضمن الإنذار والتوكيد معا بأن ذلك آت في اليوم الذي هو في علم الله وأن إيمان الكافرين في ذلك اليوم وندمهم لن يجدياهم ولن يكون لهم إمهال وفرصة أخرى .
5- وأمر آخر للنبي بأن يذرهم وما هم فيه من ضلال ويعرض عنهم ولا يبالي بموقفهم منتظرا حكم الله وأمره . فهم أيضا منتظرون ذلك مصرّون على غيّهم وعنادهم .
6- والآيات متصلة بسابقاتها سياقا وموضوعا أيضا . وقد جاءت ختاما للسورة . وأسلوب الختام مماثل لأسلوب ختام سور عديدة .
وقد يمكن أن تكون الآية الأولى تعني بني إسرائيل كما يمكن أن تعني الكفار أو تعني الناس عامة . وقد رجحنا أنها تعني الكفار ؛ لأن الضمير فيها مماثل للضمائر التي في الآيات التالية لها والتي يظهر أنها تعني الكفار بجلاء . وهو ما جعلنا نعرضها مع هذه الآيات . وفي حال صحة احتمال صلتها بالآية التي سبقتها فيكون فيها تقرير لواقع اختلافات بني إسرائيل فيما بينهم مما قررته آيات عديدة مكية ومدنية مرت أمثلة منها .
والآية الثانية تنطوي على توكيد جديد بكون سامعي القرآن يعرفون البلاد التي أهلكها الله من قبلهم بسبب كفرهم معرفة مشاهدة ويعرفون أخبارها السابقة . وهو ما أكدته آيات عديدة مر بعضها ، ومن ذلك ما ورد فيه هذا بصراحة حاسمة مثل آيات سورة الصافات هذه : { وإن لوطا لمن المرسلين 133 إذ نجيناه وأهله أجمعين 134 إلا عجوزا في الغابرين 135 ثم دمرنا الآخرين 136 وإنكم لتمرون عليهم مصبحين 137 وبالليل أفلا تعقلون 138 } وآية سورة العنكبوت هذه : { وعادا وثمودا وقد تبين لكم من مساكنهم وزين لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل وكانوا مستبصرين 38 } .
وكلمة { الفتح } جاءت في القرآن بمعنى الحكم والقضاء كما جاء في آية سورة الأعراف هذه : { ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق وأنت خير الفاتحين } [ 89 ] وآية سورة سبأ هذه { قل يجمع بيننا ربنا ثم يفتح بيننا بالحق وهو الفتاح العليم26 } وجاءت بمعنى النصر والانتصار على العدو كما جاءت في سورة الفتح { إنا فتحنا لك فتحا مبينا 1 } وآية سورة النساء هذه { الذين يتربصون بكم فإن كان لكم فتح من الله قالوا ألم نكن معكم } [ 141 ] .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.