غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{أَوَلَمۡ يَرَوۡاْ أَنَّا نَسُوقُ ٱلۡمَآءَ إِلَى ٱلۡأَرۡضِ ٱلۡجُرُزِ فَنُخۡرِجُ بِهِۦ زَرۡعٗا تَأۡكُلُ مِنۡهُ أَنۡعَٰمُهُمۡ وَأَنفُسُهُمۡۚ أَفَلَا يُبۡصِرُونَ} (27)

1

وحين ذكر الإهلاك والتخريب أتبعه ذكر الإحياء والعمارة . ومعنى { نسوق الماء } نسوق السحاب وفيه المطر { إلى الأرض الجرز } وهي التي جز نباتها أي قطع إما لعدم الماء وإما لأنه رعي وأزيل . قال جار الله : ولا يقال للتي لا تنبت كالسباخ جرز بدلالة قوله { فنخرج به زرعاً } وعن ابن عباس أنها ارض اليمن ، والضمير في " به " للماء . وإنما قدم الأنعام ههنا على الأنفس لأن الزرع لا يصلح أوّله إلا للأنعام وإنما يحدث الحب في آخر أمره . شقال في " طه " { كلوا وارعوا أنعامكم } [ الآية : 54 ] لأن الأزواج من النبات أعم من الزرع وكثير منه يصلح لإِنسان في أول ظهروه مع أن الخطاب لهم فناسب أن يقدموا وإنما ختم الآية بقوله { أفلا يبصرون } تأكيداً لقوله في أول الآية { أولم يروا } .

/خ30