التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز  
{يَوۡمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمۡ فِي ٱلنَّارِ يَقُولُونَ يَٰلَيۡتَنَآ أَطَعۡنَا ٱللَّهَ وَأَطَعۡنَا ٱلرَّسُولَا۠} (66)

قوله : { يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ } { يوم } منصوب على الظرفية .

وقيل : منصوب بفعل مقدر وهو اذكر . والتقليب يراد به هنا تغيير ألوان الخاسرين الذين يَرِدون النار فيصلونها إصلاءً ، فإن ألوانهم تتغير بلفح النار لتسودّ مرة وتخضر مرة أخرى . وقيل : المراد تقلبها تارة على جهة وتارة على جهة أخرى . وهذا ضرب من ضروب العذاب المرير والتنكيل الفظيع الذي يذوقه المجرمون الخاسرون وهم في السعير . وحينئذ يقولون وهم في هذه الحالة من الشدة والهوان والاستيئاس { يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولاَ } يتمنون لو أطاعوا الله فيما أمرهم به من إيمان برسوله ، وأطاعوا رسول الله فيما جاءهم به من عند الله لينجوا كما نجا المؤمنون .