البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{يَوۡمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمۡ فِي ٱلنَّارِ يَقُولُونَ يَٰلَيۡتَنَآ أَطَعۡنَا ٱللَّهَ وَأَطَعۡنَا ٱلرَّسُولَا۠} (66)

{ يوم تقلب وجوههم في النار } : يجوز أن ينتصب يوم بقوله : { لا يجدون } ، ويكون يقولون استئناف إخبار عنهم ، أو تم الكلام عند قولهم : { ولا نصيراً } .

وينتصب يوم بقوله : { يقولون } ، أو بمحذوف ، أي اذكر ويقولون حال .

وقرأ الجمهور : تقلب مبنياً للمفعول ؛ والحسن ، وعيسى ، وأبو جعفر الرواسي : بفتح التاء ، أي تتقلب ؛ وحكاها ابن عطية عن أبي حيوة .

وقال ابن خالويه عن أبي حيوة : نقلب بالنون ، وجوههم بالنصب .

وحكاها ابن عطية عن أبي حيوة أيضاً وخارجة .

زاد صاحب اللوامح أنها قراءة عيسى البصري .

وقرأ عيسى الكوفي كذلك ، إلا أن بدل النون تاء ، وفاعل تقلب ضمير يعود على { سعيراً } ، وعلى جهنم أسند إليهما اتساعاً .

وقراءة ابن أبي عبلة : تتقلب بتاءين ، وتقليب الوجوه في النار : تحركها في الجهات ، أو تغيرها عن هيئاتها ، أو إلقاؤها في النار منكوسة .

والظاهر هو الأول ، والوجه أشرف ما في الإنسان ، فإذا قلب في النار كان تقليب ما سواه أولى .

وعبر بالوجه عن الجملة ، وتمنيهم حيث لا ينفع ، وتشكيهم من كبرائهم لا يجدي .