الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي  
{يَوۡمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمۡ فِي ٱلنَّارِ يَقُولُونَ يَٰلَيۡتَنَآ أَطَعۡنَا ٱللَّهَ وَأَطَعۡنَا ٱلرَّسُولَا۠} (66)

قوله تعالى : " يوم تقلب وجوههم في النار " قراءة العامة بضم التاء وفتح اللام ، على الفعل المجهول . وقرأ عيسى الهمداني وابن إسحاق : " نقلب " بنون وكسر - اللام . " وجوههم " نصبا . وقرأ عيسى أيضا : " تقلب " بضم التاء وكسر اللام على معنى تقلب السعير وجوههم . وهذا التقليب تغيير ألوانهم بلفح النار ، فتسود مرة وتخضر أخرى . وإذا بدلت جلودهم بجلود أخر فحينئذ يتمنون أنهم ما كفروا " يقولون ياليتنا " ويجوز أن يكون المعنى : يقولون يوم تقلب وجوههم في النار يا ليتنا . " أطعنا الله وأطعنا الرسولا " أي لم نكفر فننجو من هذا العذاب كما نجا المؤمنون . وهذه الألف تقع في الفواصل فيوقف عليها ولا يوصل بها . وكذا " السبيلا " وقد مضى في أول السورة{[12929]} .


[12929]:راجع ص 145 من هذا الجزء.