ولما ذكر حاليهم هذين ، أتبعه حالاً لهم قولياً على وجه بين حالاً فعلياً فقال{[56118]} : { يوم } أي مقدار خلودهم فيها{[56119]} على تلك الحال{[56120]} بوم { تقلب } أي تقليباً{[56121]} كثيراً شديداً { وجوههم } كما يقلب اللحم المشوي وكما ترى البضعة في القدر يتراقى بها الغليان من جهة إلى جهة ، من حال إلى حال ، وذكر ذلك وإن كانت تلك النار غنية عنه لإحاطتها{[56122]} لأن ذكره أهول لما فيه من التصوير ، وخص الوجوه لأنها أشرف ، والحدث{[56123]} فيها أنكأ .
ولما كان للإظهار مزيد بيان وهول مع إفادته استقلال ما هو فيه من الكلام بنفسه ، قال : { في النار } أي المسعرة حال كونهم { يقولون } وهم في محل الجزاء وقد فات المحل القابل للعمل ، متمنين لما لا يدركون تلافيه لأنهم لا يجدون ما يقدرون أنه يبرد غلتهم من ولي ولا نصير ولا غيرهما سوى هذا التمني : { يا ليتنا أطعنا } أي في الدنيا { الله } أي الذي علمنا{[56124]} الآن أنه الملك الذي لا أمر لأحد معه .
ولما كان المقام للمبالغة{[56125]} في الإذعان والخضوع ، أعادوا العامل فقالوا : { وأطعنا الرسولا * } أي الذي بلغنا حتى نعاذ من هذا العذاب ، وزيادة الألف في قراءة{[56126]} من أثبتها إشارة إلى إيذانهم بأنهم يتلذذون بذكره ويعتقدون أن عظمته لا تنحصر
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.