السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{يَوۡمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمۡ فِي ٱلنَّارِ يَقُولُونَ يَٰلَيۡتَنَآ أَطَعۡنَا ٱللَّهَ وَأَطَعۡنَا ٱلرَّسُولَا۠} (66)

وقوله تعالى : { يوم } معمول لخالدين أي : مقدراً خلودهم فيها على تلك الحال يوم { تقلب } أي : تقلباً كثيراً { وجوههم في النار } أي : ظهراً لبطن كاللحم يشوى بالنار حالة كونهم { يقولون } وهم في محل الجزاء وقد فات المحل القابل للعمل متمنين بقولهم : { يا ليتنا أطعنا } أي : في الدنيا { الله } أي : الذي لا أمر لأحد معه لما لا يدركون تلافيه لأنهم لا يجدون ما يقدّر أنه يبرد غلتهم من ولي ولا نصير ولا غيرهما سوى هذا التمني .

ولما كان المقام للمبالغة في الإذعان والخضوع أعادوا العامل بقولهم { وأطعنا الرسول } أي : الذي بلغنا عنه حتى لا نبتلي بهذا العذاب .

تنبيه : تقدم الكلام على القراءة في { الرسولا } و{ السبيلا } أول السورة عند { الظنونا } .