الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري - الزمخشري  
{يَوۡمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمۡ فِي ٱلنَّارِ يَقُولُونَ يَٰلَيۡتَنَآ أَطَعۡنَا ٱللَّهَ وَأَطَعۡنَا ٱلرَّسُولَا۠} (66)

وقرىء : «تقلب » على البناء للمفعول . وتقلب : بمعنى يتقلب . ونقلب ، أي : نقلب نحن . وتقلب ، على أن الفعل للسعير ، ومعنى تقليبها : تصريفها في الجهات ، كما ترى البضعة تدور في القدر إذا غلت فترامى بها الغليان من جهة إلى جهة . أو تغييرها عن أحوالها وتحويلها عن هيئاتها . أو طرحها في النار مقلوبين منكوسين . وخصت الوجوه بالذكر ، لأنّ الوجه أكرم موضع على الإنسان من جسده . ويجوز أن يكون الوجه عبارة عن الجملة ، وناصب الظرف { يَقُولُونَ } أو محذوف ، وهو «اذكر » وإذا نصب بالمحذوف كان { يَقُولُونَ } حالاً .