التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز  
{وَإِذۡ يَتَحَآجُّونَ فِي ٱلنَّارِ فَيَقُولُ ٱلضُّعَفَـٰٓؤُاْ لِلَّذِينَ ٱسۡتَكۡبَرُوٓاْ إِنَّا كُنَّا لَكُمۡ تَبَعٗا فَهَلۡ أَنتُم مُّغۡنُونَ عَنَّا نَصِيبٗا مِّنَ ٱلنَّارِ} (47)

قوله تعالى : { وَإِذْ يَتَحَاجُّونَ فِي النَّارِ فَيَقُولُ الضُّعَفَاءُ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا فَهَلْ أَنْتُمْ مُغْنُونَ عَنَّا نَصِيبًا مِنَ النَّارِ ( 47 ) } .

{ إذْ } منصوب بإضمار فعل تقديره اذكر{[4023]} يعني : واذكر وقت يتحاجّون في النار ؛ أي يتخاصمون ويتجادلون وتُنْحِي كل فئة باللائمة على الأخرى أنهم هم الذين أضلوهم وفتنوهم عن الحق فيقول الضعفاء الأتباع وهم المقلدون الخائرون من الناس – للسادة والكبراء الذين كانوا متبوعين في الدنيا { إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا } جمع تابع ، أي كنا لكم أتباعا أو خدما فتتبع خطاكم في الأقوال والأفعال ، إذ نعبد ما تعبدون ونصنع ما تصنعون { فَهَلْ أَنْتُمْ مُغْنُونَ عَنَّا نَصِيبًا مِنَ النَّارِ } أي هل أنتم دافعون عنا جزءا من عذاب النار . يقولون ذلك في حال من الهوان الكامل والاستيئاس المطبق .


[4023]:الدر المصون ج 9 ص 486