البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{وَإِذۡ يَتَحَآجُّونَ فِي ٱلنَّارِ فَيَقُولُ ٱلضُّعَفَـٰٓؤُاْ لِلَّذِينَ ٱسۡتَكۡبَرُوٓاْ إِنَّا كُنَّا لَكُمۡ تَبَعٗا فَهَلۡ أَنتُم مُّغۡنُونَ عَنَّا نَصِيبٗا مِّنَ ٱلنَّارِ} (47)

{ وإذ يتحاجون في النار } : الظاهر أن الضمير عائد على فرعون .

وقال ابن عطية : والضمير في قوله : { يتحاجون } لجميع كفار الأمم ، وهذا ابتداء قصص لا يختص بآل فرعون ، والعامل في إذ فعل مضمر تقديره واذكروا .

وقال الطبري : وإذ هذه عطف على قوله : { إذ القلوب لدى الحناجر } ، وهذا بعيد .

انتهى ، والمحاجة : التحاور بالحجة والخصومة .

والضعفاء : أي في القدر والمنزلة في الدنيا .

والذين استكبروا : أي عن الإيمان واتباع الرسل .

{ إنا كنا لكم تبعاً } : أي ذوي تبع ، فتبع مصدر أو اسم جمع لتابع ، كآيم وأيم ، وخادم وخدم ، وغائب وغيب .

{ فهل أنتم مغنون عنا } : أي حاملون عنا ؟